خرج الطائر الحر كعادته الى سماء قريته الصغيرة ليعبر عن فرحه وهو يحاور نفسه عن وفائه ومحبته وهي رسالة يحب ان يوصلها بطريقته المعتادة وان تسود امنياته مجتمعه القروي كي يخرجوا من خلافاتهم التي لا تنتهي ويحاول فلاحاً فيرجع اخر النهار خائباً الى بيته وكعادته يعود الى الشجرة التي بها طير من الببغاء ينشد كل صباح بمعزوفة جديدة .. وكان الحر يستأنس كثيراً بما تشدو به الببغاء وكان يفهم ما يريده الببغاء بتنوع نغماته .. فتوسم فيها خيراً وقد اصبحت تألفه وياتي بجانبه وذات يوم جاء سرب من الببغاء وبدى العدد يتزايد عند بيته ..وبدى الحر يجلس في بيته كثيراً مرتاحاً في عزلته معهم ومرت الايام ولم يترك هذا المكان لأحساسه بالفرح مع هذة الطيور فهي تنوع في الطرب بصوت واحد وعندها قال إن هذة الطيور تفهم ما اقول فلماذا انا غاضب من البعض ... وذات يوم نهض من فراشه ولم يجد تلك الببغاء حوله وتعجب ووجد احدهم يرفرف له بجناحه ويقول نحن نهاجر فعرف انه موسم هجرتها ووجد نفسه يردد تلك المعزوفات بصوته الحاد وهو طائراً حراً .. والعجيب انه يردد كل ما غردته تلك الطيور منذ عرفها ..وخرج كعادته الى القرية ويلتقي بصديق له يأنس له فقص له حكايته مع الطيور فقال اسمعني ما حفظت فاقترح عليه ان يفعل هذا الشئ في ساحة القرية صبيحة كل يوم ..وذهب يقلد صوت الطيور وفي ساحة القرية انتبه لامرأة كبيرة السن وكأنها تفهم ما يقول ودونت ما يقول ..وقالت انا سجلت كل معزوفاتك في دفتري الشخصي .. فتعجب وقال : ولاكني اعزفها ولا اعرف معانيها وكيف بك انتي تدونيها فقالت : لانك طائر حر !! قلدتهم ولا تعرف ما معنى تلك المعاني للببغاء فكاونا يمتدحون انفسهم عنك بعفزفهم الذي لا يدركه غيرهم وقالت لا عليك ..وذات يوم اراد ان يقراء ما كتبته تلك المرأة فجاءت له بكل ما كتبت وترجمت له تلك المعاني من الاصوات التي كان يقلدها وكانت كلمات عادية جدا!! ولم تكون موسيقية ابداً ومنذ لك الوقت قال فعلاً :
يمكن للانسان ان يترجم ما يريده الاخرون من خلال احاسيسهم فقط دون ان يستمع لهم
ولا نردد ما يقوله الاخرون فنصبح كطير الببغاء ..
وعندما احد يعطينا وسام التألق ندرك انه صعد تلك المنصة ..
وليس كل سرب تغرد خلفه حراً ..
ولكم ودي واحترامي ,,,
هذة احدى سطوري عبر هذة المجالس تذكرتها فأعجبتني ..