[align=justify:e73a61ad56]اخواني الكرام ....
هذه واقعة حقيقية 100% حصلت مع الاخ ( ابراهيم المرواني ) يعمل في شركة المرافق رواها واحببت ان انقلها لكم لنستفيد منها جميعا .. وقد بثها في شريطة الجديد بعنوان ( قلوب خائفة ) وهو يوزع مجانا ولا يباع (والمراد به رضى الله تعالى ) ونسأل الله ان تكون اعمالنا خالصة لوجهه الكريم دون رياء او نفاق .. ونرجو الدعاء لاخينا ابراهيم بالتوفيق والسداد جزاه الله عنا خير الجزاء . واليكم الواقعه يقول انها حدثت بين مدينتي مكه وجده :-
كنا في جده في بيت الوالده حفظها الله في صباح الجمعه .. وعند الضحى سألت خالي ويش رأيك نطلع مكه نصلي الجمعه هناك ونرجع على طول .. قال فكره طيبة .. نشرب الشاهي ونطلع .. قلت الآن .. قبل مايكسلنا الشيطان .. ولك علي اشتري لك شاهي عدني ماحصل من الخط .. لجل نلحق ندخل الحرم قبل الزحمة .. اليوم جمعه وكل أهل مكه يصلوا هناك وحنا في الطريق السريع .. لفت نظرى قبل مكه بحوالي خمسة واربعين كيلومتر أو تزيد قليلا في الناحية الاخرى من الطريق .. بيت ابيض من بيوت الله .. مسجد .. ولفت نظري لعدة اشياء ( لونه ابيض رائع .. ومئذنته جميلة وعالية نسبيا ) مبني على أسفل سفح جبل او على تلة تقريبا مما يجعل الوصول اليه يبدو صعبا قليلا .. خاصة على كبار السن .. وان كان واضح أن من بنى المسجد بناه على هذه الصورة لجل يبان للناس من بعيد .. ان في هذا المكان مسجد .. المسجد كان مهدم .. او بمعنى أصح .. كان عبارة عن ثلثي مسجد فقظ .. والجزء الخلفي مهدوم تماما ولا يوجد ابواب او حتى شبابيك .. وليس أكثر من مسجد مهدور مرتفع عن الارض .
ما ادري ليه بقى منظر هذا المسجد في قلبي .. وصورته مافارقت خيالي ابدا .. يمكن لشموخه ووقوفه ضد السنين ... الله أعلم .
وصلنا مكه ولله الحمد .. ووقفنا السيارة خارجها نظرا لشدة الزحام وصلينا وسمعنا الخطبه وبعد الصلاه .. ركبنا سيارتنا وأخذنا طريق العودة للمرة الثانية .. مدري ليش .. ظهرت صورة نفس المسجد في بالي المسجد الابيض المهجور .. جلست أكلم نفسي .
بعد شويه يظهر لنا المسجد
جلست التفت لليمين وانا ابحث عنه اذكر ان بجانبه مبنى المعهد السعودي الياباني بحوالي خمسمائة متر وكل من يمر بالخط السريع يستطيع أن يراه .. مررت بجانب المسجد وطالعت فيه .. ولكن لفت انتباهي شئ .. سياره فورد زرقاء اللون تقف بجانبه .. ثواني مرت وانا افكر ويش موقف هالسياره هنا ؟ .. ويش عنده راعيها ؟ .. ثم اتخذت قراري سريعا هديت السرعه ولفيت لليمين على الخط الترابي ناحية المسجد .. ليقضي الله أمرا كان مفعولا .. وسط ذهول خالي وهو يسألني
خير ويش فيه ؟؟؟
خير صار شئ ؟؟؟
اتجهت لليمين من عند المعهد السعودي الياباني في خط ترابي لحوالي خمسمئة متر .. ثم يمين مرة أخرى .. ثم داخل اسوار لمزرعة قديمة .. حتى توجهت للمسجد مباشرة .. سألني خالي خير .. ويش فيك رد علي .. قلت ابدا .. باشوف راعي هالسياره ويش عنده .. قال مالنا ومال الناس .. قلت خلينا نشوف .. وبالمرة نصلي العصر .. اعتقد أذن خلاص شافني مصمم ومتجه بقوة للمسجد راح سكت وقفنا السياره في الاسفل .. وطلعنا حتى وصلنا للمسجد .. واذا بصوت عالي .. يرتل القرآن باكيا .. وقرأ من سورة الرحمن .. وكان يقرأ هذه الاية بالذات
( كل من عليها فان * ويبقى وجه ربك ذو الجلال والاكرام )
فكرت أن ننتظر في الخارج نستمع لهذه القراءة .. لكن الفضول قد بلغ بي مبلغه لارى ماذا يحدث داخل هذا المسجد .. المهدوم ثلثه .. والذي حتى الطير لاتمر فيه .. دخلنا المسجد .. واذا بشاب وضع سجادة صلاه على الارض .. وفي يده مصحف صغير يقرأ فيه .. ولم يكن هناك أحدا غيره وأؤكد لم يكن هناك أحدا غيره .. قلت السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. نظر الينا وكأننا افزعناه .. مستغربا من حضورنا .. ثم قال وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .
سألته صليت العصر ؟ .. قال .. لا
قلت طيب أذنت ؟ .. قال .. لا
قلت وجبت خلاص .. أذنت .. ولما جيت أقيم الصلاة .. وجدت الشاب ينظر ناحية القبلة ويبتسم
غريبة ابتسامته !!!!
يبتسم لمين ؟
ايش السبب !!!!!
وقفت اصلي .. الا وأسمع الشاب يقول جملة طيرت عقلي تماما قال بالحرف الواحد .. أبشر .. جماعه مره واحده .. نظر لي خالي متعجبا .. فتجاهلت ذلك .. ثم كبرت للصلاة وأنا عقلي مشغول بهذه الجملة
( أبشر جماعه مرة واحدة )
يكلم مين ؟؟؟؟ .. ما معنا أحد !!! .. أنا متأكد ان المسجد فاضي .. يمكن أحد دخل من غير ما أشوفه .. هل هو مجنون .. لا أعتقد ابدا .. طيب يكلم مين !!! .. صلى خلفي وأنا تفكيري منشغل بيه تماما .. وبعد الصلاة .. ادرت وجهي لهم .. وحين أشار لي خالي للانصراف .. قلت له .. روح انت استناني في السيارة والحين الحقك .. نظر لي كأنه خايف علي من هذا الشاب الغريب .. الذي يقرأ القرآن في مسجد مهجور .. الذي لانعلم يكلم من حين يقول ( أبشر جماعة مرة واحده ) .. أشرت لخالي اني جالس قليلا .
نظرت للشاب وكأن مازال مستغرقا في التسبيح .. ثم سألته كيف حال الشيخ ؟
فقال بخير ولله الحمد .. سألته ما تعرفت عليك .. فلان بن فلان .. قلت فرصة سعيدة يا اخي .. بس الله يسامحك .. أشغلتني عن الصلاه .
سألني ليش ؟
قلت .. وأنا اقيم الصلاة سمعتك تقول ( أبشر جماعة مرة واحده )
ضحك وقال ويش فيها ؟ .. قلت مافيها شئ بس .. انت كنت تكلم مين !!!
ابتسم .. ونظر للارض وسكت لحظات .. وكأنه يفكر .. هل يخبرني ام لا ؟
هل سيقول كلمات أعجب من الخيال .. اقرب للمستحيل تجعلني اشك أنه مجنون
كلمات تهز القلوب .. تدمع الاعين .. ام يكتفي بالسكوت !!!
لو قلت لك .. رايح تقول عني مجنون
تأملته مليا .. وبعدين .. ضممت ركبتي لصدري .. حتى تكون الجلسة أكثر حميمية .. أكثر قربا .. اكثر صدقا وكأننا أصحاب من زمان .
قلت .. ما أعتقد انك مجنون .. شكلك هادئ جدا .. وصليت معانا ولا سمعت لك حرف .
نظر لي .. ثم قال كلمة نزلت علي كالقنبلة .. جعلتني افكر فعلا .. هل هذا الشخص مجنون !!!!
كنت اكلم المسجد
قلت .. نعم !!!!!
كنت أكلم المسجد
سألته حتى احسم هذا النقاش مبكرا .. وهل رد عليك المسجد ؟
تبسم .. ثم قال .. ما قلت لك حتقول علي مجنون .. وهل الحجارة ترد .. هذه مجرد حجارة
تبسمت .. وقلت كلامك مضبوط .. طالما انها ما ترد .. طيب ليه تكلمها !!!
هل تنكر .. ان منها ما يهبط من خشية الله .. سبحان الله .. كيف انكر وهذا مذكور في القرآن
طيب .. وقوله تعالى ( وان من شئ الا يسبح بحمده )
قلت ماني فاهمك .. قال باعلمك .
نظر للارض فترة وكأنه مازال يفكر هل يخبرني ؟؟ .. هل أستحق أن أعلم ؟؟ .. ثم قال دون أن يرفع عينيه .. انا انسان احب المساجد .. كلما شفت مسجد قديم والا مهدوم او مهجور افكر فيه .. أفكر في ايام كان الناس يصلوا فيه .. واقول تلقى المسجد الحين مشتاق للصلاة فيه .. تلقاه يحن لذكر الله .. احس انه ولها على التسبيح والتهليل .. يتمنى لو آية تهز جدرانه .. وافكر .. يمكن يمر وقت الآذان وتلقى المئذنه مشتاقة .. وتتمنى تنادي .. حي على الصلاة .. وأحس ان المسجد .. يشعر انه غريب بين المساجد .. يتمنى ركعة .. سجده .. أحس بحزن في القبلة .. تتمنى لا اله الا الله .. ولو عابر سبيل يقول الله اكبر .. وبعدين يقرأ ( الحمد لله رب العالمين ) اقول في نفسي والله لآطفئ شوقك .. والله لاعيد فيك بعض ايامك .. اقوم انزل .. وأصلي ركعتين لله .. واقرأ فيه جزء من القرآن .. لاتقول غريب فعلي .. لكني والله .. احب المساجد .
أدمعت عيني .. نظرت في الارض مثله لجل ما يلاحظها .. من كلامه من احساسه من اسلوبه من فعله العجيب .. من رجل تعلق قلبه بالمساجد .. مالقيت كلام ينقال .. واكتفيت بكلمة الله يجزاك كل خير .
بدأ خالي يدق لي البوري يستعجلني .. قمت .. وسلمت عليه .. قلت له لاتنساني من صالح دعاك .. وأنا خارج من المسجد قال وعينه مازالت في الارض .
تدري .. ويش ادعي دائما وانا خارج .
طالعت فيه وأنا افكر .. ودي الزمن يطول وأنا اطالع فيه .. من كان هذا فعله .. كيف يكون دعاءه .. وما كنت أتوقع ابدا هذا الدعاء ؟
اللهم .. اللهم .. اللهم
ان كنت تعلم أني آنست هذا المسجد بذكرك العظيم .. وقرآنك الكريم .. لوجهك يارحيم .. فآنس وحشة أبي في قبره وأنت ارحم الراحمين .
حينها تتابع الدمع من عيني .. ولم استحي آن آخفي ذلك . أي فتى هذا وأي بر بالوالدين هذا .. ليتني مثله .. بل ليب لي ولد مثله .. كيف رباه ابوه .. أي تربية .. وعلى أي شئ نربي نحن أبناءنا هزني هذا الدعاء .. اكتشفت اني مقصرا للغاية مع والدي رحمه الله .. كم من المقصرين بيننا مع والديهم سواء كانوا أحياء او أموات .. ارى بعض الشباب حين تأتي صلاة الجناز’ أو حين دفن الاب .. اراهم يبكون بحرقة .. يرفعون اكفهم بالدعاء بصوت باكي .. يقطع نياط القلوب .. وأتفكر .. هل هم بررة بوالدهم او والدتهم الى هذه الدرجة .. أم ان هذا البكاء محاولة لتعويض مافاتهم من برهم بوالديهم !!! .. أم انهم الآن فقظ .. شعروا بالمعنى الحقيقي لكلمة ( أب او أم ) .
منقول من شريط دمعة من هنا ودمعة من هناك ل ابراهيم المرواني[/size][/align:e73a61ad56]