الأسس العلمية لتحديد اليمول المهني

من خلال أبحاث علمية طويلة استطاع البروفيسور جون هولا ند من جامعة جون هوبكنز تحليل المهن المتنوعة واتضح أن كل منها يتطلب مهارات مختلفة. المهن الاجتماعية مثل التعليم والرعاية الاجتماعية تتطلب مهارة إتقان التعامل مع الناس بينما مهن برمجة وصيانة الحاسب الآلي تتطلب مهارة إتقان التعامل مع الأجهزة. المهن المالية تتطلب مهارة إتقان التعامل مع الأرقام بينما مهن الفنون مثل الرسم والتمثيل تتطلب مهارات إتقان التعامل مع الأفكار.
الناس أيضا يتفاوتون في مهاراتهم في إتقان التعامل مع المتغيرات التي ذكرت أعلاه وهي التعامل مع الناس والتعامل مع الأجهزة والتعامل مع الأفكار والتعامل مع الأرقام.
ومع أن كل إنسان لديه درجة من المهارة في كل من المتغيرات التي ذكرناها إلا أن كل منا لديه ميول أكثر أو استمتاع أكثر حين يتعامل مع احد المتغيرات. بعض الناس يستمتع في التعامل مع الأرقام بينما بعضهم يقضي ساعات طويلة في تفكيك وإعادة تركيب الأجهزة. المهارات الاجتماعية تتفاوت فبعض الناس يجد متعته في التعامل مع الآخرين وقضاء ساعات طويلة في الحديث ومساعدة الآخرين.
ليس هناك مقدرة أفضل من الأخرى و لا يعني أن إنسان يتقن التعامل مع الأرقام انه لا يجيد التعامل مع الآخرين. إنما هي درجات متفاوتة في التفضيل في ممارسة مهارة أكثر من غيرها.
من هنا استطاع العلماء وضع اختبارات تسأل الطالب عدد من الأسئلة يتم من خلالها تحديد درجات ميوله في التعامل مع المهارات المختلفة وتكون المهارات التي يميل إليها الطالب أكثر هي التي يتم مقارنتها مع المهن التي جرى تحليلها. وينصح الطالب بالاتجاه لتلك المهن التي يستطيع من خلالها ممارسة المهارات التي يحبها أكثر.

هذه المقارنة بين متطلبات المهنة وميول الطالب ترشد الطالب إلى تخصص يستمتع به وبالتالي احتمالات نجاحه وتميزه اكبر من الاتجاه إلى مهن لا تتناسب مع ميوله.

متى ما استطاع الطالب تحديد المهنة التي تناسبه أكثر يستطيع أولاَ التعرف على المهنة وطبيعة العمل فيها ومكان العمل والدراسة العلمية والخبرات التي تتطلبها. يستطيع الطالب أيضا التخطيط المبكر لاختيار المؤسسة العلمية التي تناسب المهنة التي يختارها وربما التقدم مبكرا لتلك المؤسسة حتى قبل حصوله على الثانوية العامة