:: تفضلي هنا قبل دخولك مجلس النساء (آخر رد :الماسه)       :: عاجل الى الادارة (آخر رد :الحساس)       :: نصائح العقارات والحيل للحصول علي الممتلكات العقارية والقادمة (آخر رد :داماس ترك)       :: سائق في اسطنبول اسعار (2018) 😍 😍 (آخر رد :كنان)       :: معاملة . كوم | مجتمع المعاملات ، ضمان التعامل بسرية و حصانة (آخر رد :جاسم سلطان)       :: السلام عليكم (آخر رد :ابو يارا)       :: مشاركات محضورة (آخر رد :ام شيماء)       :: مشاهد مجزوءة من ذاكرة القرية (آخر رد :عيدان الكناني)       :: واحنا صغار (آخر رد :عيدان الكناني)       :: ............... (آخر رد :خير سعيد محبوب الغامدي)      
 
جريدة الرياض جريدة الجزيرة جريدة الوطن جريدة اليوم جريدة عكاظ جريدة المدينة جريدة الرياضي بنك الراجحي

 

 


الإهداءات


الانتقال للخلف   مجالس منتدى قرية المصنعة الرسمى > ساحه المصنعة الثقافية والأدبية > مجلس الشعر والخواطر الأدبية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 02-27-2009, 01:40 PM   #1
مشرفة
 
الصورة الرمزية قطر الندى
 
تاريخ التسجيل: Feb 2008
المشاركات: 3,141
افتراضي قصة قصيدة ياذيب انا بوصيك لا تاكل الذيب ** كم ليلة عشاك عقب المجاعه (روووعهـ)

قصة قصيدة ياذيب انا بوصيك لا تاكل الذيب ** كم ليلة عشاك عقب المجاعه (روووعهـ)

--------------------------------------------------------------------------------


في ذات ليله : كان الأب الشيخ شالح بن هدلان ساهراً مع إبنه الفارس ذيب ، وكان والده يداعبه ويلقي عليه بعض الأشعار فأنشده هذه الأبيات :
يا ذيب أنا يابوك حالي تردّى ... وأنا عليك من المواجيب يا ذيب
تكسب لي إللي لاقِحٍ عِقب عدّا ... طويله النسنوس حرشا عراقيب
تجر ذيلٍ مثل حبل المعــــــــدا ... وتبري لحيران ٍ صغار ٍ حباحيب
وأشري لك إللي ركضها ما تقدا ... ماحدٍ لقى فيها عيوب وعذاريب
قبا على خيل المعادي تحــدى ... مثل الفهد توثب عليهم تواثــــيب
أنا أشهد أنك باللوازم تِســدا ... لو حال من دونه عيال ٍ معاطيب
ليث ٍ على درب المراجل مقـدّى ... ما فيك يا ذيب السبايا عذاريب وبعد أن قال والده هذه الابيات بطريقة المزاح ، أسرها الابن ذيب في نفسه ، وعندما نام والده وأطمأن ذيب أنه قد أخذ في النوم ، ذهب خفيه وركب قلوصه وذهب لبعض أصحابه من الشبان وأمر عليهم أن يرافقوه فشدوا وركبوا مع ذيب زعددهم لا يتجاوز خمسة عشر شاباً ، وكلهم يأتمرون بأمر ذيب ، وبعد ذلك سألوا ذيباً إلى أين نحن ذاهبون ؟ فقال إلى ديار القوم وأشار إلى قبيلة عتيبة ، لنكسب منهم إبلا لأهلنا ، وقال لابد أن آتي لوالدي من خيار إبل عتيبة واستمروا بسيرهم ، وبعد ثلاثة أيام قصدوا بئراً في ديار عتيبه ليستقوا منها ماء ويسقوا رواحلهم ، وهذه البئر تسمى ( ملية ) وهي تقع غرباً عن جبل ذهلان بأواسط نجد وعندما انحدروا إليها من جبل يطل عليها رأوا عليها ورداً لعتيبة يستقون ، فأراد ذيب ورفاقه أن يرجعوا لئلا يروهم فينذروا القبيله بهم ، وكان من السقاة صياد أخذ بندقيته وتوجه إلى الوادي الذي إنحدر منه ذيب ورفاقه ، باحثاً عن الصيد ، وعندما رأى ذيباً وجماعته إختفى تحت شجرة أطلق عليهم عياراً نارياً فأراد الله أن يصيب ذيباً إصابه مميته.
لقد حلّت كارثه على أبيه الشيخ الطاعن بالسن شالح بن هدلان ، إنه فقد كل أمل في الحياة : فقد كل ركن على وجه الارض ، فقد الشجاعة الفذة ، فقد الكرم الحاتمي ، فقد الابن البار ، فقد الابن المطيع ، لقد خرّ ذيب صريعاً وودع الخيل وصهيلها وودع الابل وحنينها ، وودع أباه الذي هو بحاجة إلى بره وعنايته ، ترك ذيب شالحاً حزيناً ، وودع قبيلته قحطان المجيدة ، وودع سنانه ورمحه وبندقيته ، ونقع الخيل وهزج الابطال ، ودع ذيب نجداً ورياضها ودع غزلان الرئم والارانب وطير الحباري التي كان يصطاد منها لوالده ، لقد إنقشعت هالة الفضل التي كانت تحيط الشيخ شالح بالحنان والبر والفضيله التي ضربت أروع مثل ٍ بين الابناء والآباء.
بعد أن سقط ذيب على الارض أناخ رفاقه مطاياهم وتسابقوا إليه وضموه إلى صدورهم ، فوجدوه جسماً بلا حياة ، وانهالوا عليه بالقبل ، وودعوه بدموعهم الساخنه ، ثم وضعوه بكهف بجانب الوادي ، وقفوا راجعين إلى أهليهم.
أما الصياد الذي أطلق النار ، فقد ظل مختبئاً تحت الشجرة ، إلى أن رأى الركب قد ولى ، فأتى إلى مكانهم ووجد الدم يلطخه ثم عمد إلى ذيب وهو بكهفه وعندما رآه وجده شاباً وسيم الطلعه وفي خنصره الأيمن خاتم فضي ، وكانت رائحة الطيب تعج منه وكان لباسه يدل على أنه شخصية بارزه فرجع إلى جماعته الذيب يستقون من البئر ، فسألوه عن الرمية التي سمعوها عنده ، فقال إن ركباً من العدى إنحدر من الوادي وبعد أن رأوكم نكصوا راجعين فأطلقت عليهم عياراً نارياً قتل منهم شخصاً تبين لي أنه زعيمهم ، وقد وضعوه في كهف بجانب الوادي ، فقالوا وما دلك على أنه زعيم ، فبين لهم أوصافه ولباسه الذي عليه ، وإن في خنصره خاتماً فضياً ، فقالوا هيا بنا لنراه ، وكانوا من قبيلة برقا أحد جذمي عتيبة ، وكان معهم فتاة قد جلا أهلها منذ سنة إلى قبائل قحطان لأسباب حادثه وقعت بينهم وبين بعض قبائلهم من عتيبة ، وعندما رأوا ذيباً بالكهف ، ورأته الفتاة صاحت بأعلى صوتها ، وقالت ويحك هذا ذيب بن شالح بن هدلان ، الذي كنا بجواره بالعام الماضي ، فشتموها وقالوا ربما أن بينك وبينه صداقه ولهذا السبب صحت بأعلى صوتك ، فقالت لا والله لم يكن بيني وبينه أي شيء من هذا ولكنه أكرمنا وأعزنا وأجارنا ، وكان لا يأتي من الفلا إلا ومعه صيد ويأتي بقسمنا نحن جيرانه حامله بيده وعندما يقترب من بيوتنا يغض نظره إلى الارض ثم يضع ما جاء به من الصيد ويدبر دون أن يرفع طرفه بامرأه من جيرانه وهذه طريقته بالحياة وعليكم أن تسالوا عن خصاله ، وينبئكم عن ذلك من عرفه ، فهو بعيد كل البعد عن الرذيله .
ما أكبر المصاب على شالح لما وصل رفاق ذيب وأخبروه بما حدث ، لاشك أن خطب شالح عظيم وإن وقع نبأ مصرع إبنه على قلبه أشد وأنكى من طعن الحراب ، ولاشك أنه سيتجرّع ويلات الحزن ومرارته ومآسي الفراق ولوعاته ..

وإذا المَنيّـة أنشبت أظفارها ... ألفيت كُلّ تميمةٍ لا تنفعُ

إنها كارثه كبرى ليست على شالح فقط بل على عائلة آل هدلان وعلى قبيلة قحطان : وقد قال شالح أشعاراً كثيرة بعد وفاة ابنه ، وأول ما قال هذة القصيدة :
يا ربعنا ياللي على الفطّر الشيب ... عز الله أنه ضاع منكم وداعه
رحتوا على الطوعات مثل العياسيب ... جيتوا وخليتوا لقلبي بضاعه
خليتوا النادر بدار الأجانيب ... وضاقت بي الآفاق عقب إتساعه
تكدرن لي صافيات المشاريب ... وبالعون شفت الذل عقب الشجاعه
يا ذيب أنا بوصيك لا تاكل الذيب ... كم ليلةٍ عشـّـاك عقب المجاعه
كم ليلةٍ عشـّـاك حِرش العراقيب ... وكم شيخ قوم ٍ كزته لك ذراعه
كفه بعدوانه شنيع المضاريب ... ويسقي عدوه بالوغى سِم ساعه
ويضحك ليا صَكّت عليه المغاليب ... ويلكد على جمع العدو باندفاعه
وبيته لجيرانه يشيّـد على الطيب ... و للضيف يبني في طويل الرفاعه
جرحي عطيب ولا بقى لي مقاضيب ... وأفخت حبل الوصل عقب إنقطاعه
كني بعد فقده بحامي اللواهيب ... وكني غريب الدار مالي جماعه
من عقب ذيب الخيل عِرج ٍ مهاليب ... ياهل الرمك ما عاد فيهن طماعه
قالوا تطيب وقلت : وش لون أبا طيب ... وطلبت من عند الكريم الشفاعه
***
ثم أردفها بقصيدة على نفس البحر والقافيه وقال :
ذيبٍ عوى وأنا على صوته أجيب ... ومن ونتي جضت ضواري سباعه
عز الله إني جاهل ٍ ما أعلم الغيب ... والغيب يعلم به حفيظ الوداعه
يالله يا رزّاق عِكف المخاليب ... يا محصي خلقه ببحره وقاعه
تفرج لمن صابه جروح ٍ معاطيب ... وقلبه من اللوعات غادٍ ولاعه
إن ضاق صدري لذت فوق المصاليب ... مانيب من يشمت فعايل ذراعه
صار السبب مني على منقع الطيب ... ونجمي طِمَن بالقاع عقب إرتفاعه
يا طول ما هجيتهن معْ لواهيب ... ولاني برادي كسرها من ضلاعه
ويا طول ما نوختها تصرخ النيب ... وزن البيوت إللي كبار ٍ رباعه
وأضوي عليهم كنهم لي معازيب ... إليا رمى زين الوسايد قناعه
أضوي عليهم واتخطى الأطاتيب ... وآخذ مهاويه الجمل باندفاعه
أبا أنذر إللي من ربوعي يبا الطيب ... لا ياخذ إلاّ من بيوت الشجاعه
يجي ولدها مذرب كنـّـه الذيب ... عِز لِبُوه وكل ما قال طاعه
وبنت الردي ياتي ولدها كما الهيب ... غبنٍ لبُوه وفاشله بالجماعه
يا كبر زوله عند بيت المعازيب ... متحرّي ٍ متى يقدّم متاعه

مما راق لي فنقلته لكم

قطر الندى غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-27-2009, 02:25 PM   #2
المراقب الـعــــام
 
الصورة الرمزية ابو يارا
 
تاريخ التسجيل: Dec 2008
الإقامة: الرياض
المشاركات: 5,172
افتراضي

يعطيك العافيه على الموضوع المنقول

__________________

ابو يارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-27-2009, 02:29 PM   #3
مشرفة
 
الصورة الرمزية طيف الامل
 
تاريخ التسجيل: Oct 2008
المشاركات: 1,710
افتراضي

يالله يا رزّاق عِكف المخاليب ... يا محصي خلقه ببحره وقاعه
تفرج لمن صابه جروح ٍ معاطيب ... وقلبه من اللوعات غادٍ ولاعه


يعطيك العافية....

__________________

إني اقول مبينا عن فضلها***ومترجما عن قولها بلساني
يامبغضي لاتأت قبر محمد*** فالبيت بيتي والمكان مكاني
إني خصصت على نساء محمد***بصفات بر تحتهن معاني
وسبقتهن الى الفضائل كلها***فالسبق سبقي والعنان عناني
مرض النبي ومات بين ترائبي**فاليوم يومي والزمان زماني

طيف الامل غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-27-2009, 02:51 PM   #4
كاتب ألماسي
 
تاريخ التسجيل: Mar 2008
المشاركات: 1,037
افتراضي

قلما يشدني الشعر الشعبي أو العامي ... مع أنني اعتبره كالفصيح من حيث التوثيق لحياة الناس من معاناة وأفراح وأتراح وغزوات و ( صعلكه ) ... وملحوظتي للأخت الكريمة أم راكان ... مما يثري ذائقة المشاهد للموضوع أن يلم بمعاني تلك الكلمات التي حتماً يختلف معناها من مكان إلى آخر ... وفي وضع معانيها ممّا يسهم في ذلك التنوير ... مع الشكر .

قاصد خير غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-14-2009, 04:19 PM   #5
كاتب فضي
 
الصورة الرمزية الوهاد
 
تاريخ التسجيل: May 2006
الإقامة: الرياض
المشاركات: 63
افتراضي نقل ممتاز

نقل اكثر من رائع شكر لك ام راكان انا من اشد المعجبين بهذه القصيده والابيات من زمن بعيد ولكى وللجميع بعض ماحصلت عليه
الكثير يعرفون القصيده ويجهلون مناسبتها



اقدم لكم هذه القصة التراثيه قرأتها في كتاب (ابطال من الصحراء )

للشاعر محمد بن احمد السديري ..

وكم اعجبتني عندما قرائتها وكم احزنتني وبكتني هذه القصه .

القصــة طويله وتحتوي على كثير من القصائد الجميله والطويله

ولكنني اختصرتها ..بقدر المستطاع ..لكي لا تملوا ولا تكلوا قرائتها ..

تعالو معي نقراء قصة شالح بن هدلان مع اخيه الفديع وابنه ذيب

ان شاء الله تحوز على رضاكم ..



هو الفارس شالح بن حطاب هدلان

نشاء شالح بين افراد قبيلة الخنافره .عاش الى 1340ه وكان له اخ

يسمى الفديع كان اصغر من اخيه شالح كثيرا..وكان شقيقا له

وكان مثاليا بشجاعته واخلاقه .ويماثل اخاه شالحا في كل شيء

الا انه كان مغامرا بفروسيته الى ابعد الحدود , وكان وفيا مع اخيه شالح وخادما امينا له , يرى

ان تفانيه في اخيه الاكبر فضيله من الفضائل لا يعادلها شيء .وبعد ان كملت رجولته ,تحمل كل

مشاق الحياة عن اخيه شالح وذات يوم مع بووغ الشمس , وأخوه شالح جالس حول ناره ,

يحتسي القهوه ..التفت الى الابل وهي في مباركها قرب البيت, رآها تعتب في عقلها ولم ير الفديع ,

فنادى شالح قائلا الابل تعتب بعقلها والفديع غائب عنها اين هو فقيل له ان زوجتك تنظف راسه ,

أي تغسله وترجله داخل البيت , فقام غاضبا ورى زوجته تغسل راس اخيه كعادتها فقال .الابل

حائره في مباركها ,ولم تذهب للمرعى, وانت عند النساء تغتسل راسك , فأخذ من التراب ووضعه

على راس اخيه , فقام الاخ البار خجلا من اخيه وأخذ يمسح التراب عن راسه وهو يردد كلمته

العفو يا أخي .ثم طلب من زوجة اخيه ان تسرج جواده ,وتحضر سلاحه وذهب للابل مسرعا

واخذ يطلق عقلها ...اما شالح فقد رجع الى قهوته....وعندما عاد الفديع بعد غروب الشمس ,

سلم على اخيه , وجلس عنده, لاحظ الفديع ان أخاه شالحا كثير التفكير, ومشدوه البال,

فسألهقائلا: مابك هذه الليله , عسىأن لا تشكو من ألم ؟ اخبرني لان ما رايته من تفكيرك

اساءني ؟ فقال: ياأخي ليس بي شيء إلا انني افكر في حالتك لأنني اتعبتك في هذه الدنيا,

وانت وحدك الذي يتحمل مشاق هذه الحياة, وكل أيامك وانت على صهوة جوادك وانا أعرف

أن هذا شيء يضني , وكم أود أن أبنائي كبارا ليساعدوك , ويخدموك , ولكنك أنت الذي

تتكفل بهذه العائله الكبيره فقال الفديع انا سعيد بأن أقوم بخدمتك , وكل ما أوده بهذه

الحياة أن اكون وفيا معك , وأن احوز رضاءك وأن أخدمك كما يجب علي , وأن لا يحصل مني

أي شيء يكون سببا في إزعاجك وقال هذه الابيات



يابو ذعار اكفيك لوني لحالي=== واصبر على الدنيا وباقي تعبها





الى ان قال




يامتيه ابله بروس المفالي=== ياللي حميت حدودها يا جنبها





قال هذه الابات لاخيه فتأثر شالح بها , واجابه بهذه القصيده




لا واخو لي عقب فرقاه باضيع=== كني بما يجري على العمر داري
اخوي ياستر البني المفاريع === ومطلق لسان إللي باهلها تمــاري




الى ان قال




القلب ما ينسى بعيد المناويع=== ليث على صيد المشاهير ضاري




وكان شالحا قد توقع بهذه القصيده مستقبل أخيه الفديع , لان الفديع كان مغامرا بقتاله , وكان

أخوه شالح يخشى عليه دائما من مغامراته ,لأنه يراه هو كل شيء بالنسبه له , وكان يفضله

على نفسه , ويفاخر به عند القبائل وذات يوم كان شالح راحلا بظعينته, وكان أخوه الفديع

أرمد العينين , وجواده تقاد مع الظعينه وهو في هودج معصوبة عيناه , فأغار على ظعينتهم

كوكبة من الخيل,وتبين لهم أن هذه الخيل المغيرة هي خيل الحمدة زعماءقبيلة عتيبة ,

الشجعان المشهورين بالفروسية , والذين يضرب بشجاعتهم ,فأخذ شالح وحده يدافع عن

الظعينه بكل بساله وكان الحرب بينه وبين المغيرين سجالا , فمره يهزمهم ,ويبعدهم عن الظعينة ,

ومرة يكثرون عليه , ويهزمونه .الى ان يصل الى ظعينته, ثم تتصاعد صيحات النساء,وزغاريدهن

حافزات له على القوم , فيلقى القوم بقلب اقوى من الحديد , الى ان يبعدهم عن الظعينة , فطال

القتال وهم على هذا المنوال, وقد لاحظت والدة شالح والفديع , أن شالحا أعياه

الطراد , فنزلت من هودجها واسرجت جواد الفديع الاصفر وأحضرت سلاحه ، وقالت انزل وهب

لمساعدة أخيك لأن القوم سيغلبونه ،فقال يا أماه أنا أذوب كمدا،واحترق حسرة من حين

سمعت غارة الخيل ، ولكن كيف أرى حتى أساعد أخي ، فقالت أنا سأجعلك تبصر ،

وكان متلهفا لأن يرى بعينه ، حتى يهب لمساعدة أخيه وعندما أنزلته أمه

من الهودج ،أتت بماء وغسلت عينيه وأخذت تفتحهما بشدة ، ويقال أنه عندما انفصل كل

جفن عن الآخر نزل الدم والصديد معا من عينيه , فوثب كأنه النمر, وركب جواده , وهو لا يبصر

إلا قليلا وكانت خيل الاعداء آتيه بأخيه فاستقبلهم الفديع المغامر غير مبال فجندل أول فارس

ورجعت الخيل هاربه فجندل الآخر , ثم جندل الثالث وعندما انغمس بين الخيل رشقوه بعداد كثير

من الرماح دفاعا عن النفس فأصاب الفديع رمح اخترق راسه فخر قتيلا , نزل شالح عن جواده

وقلب أخاه فإذا هو ميت وكانت نكبة موجعة لشالح وكانت لحظات ألم أحس وكأن خنجرا مزقت

احشاءه دون أن يستطيع ايقاف المها الا بالدموع التي تسابقت متناثرة على وجنتيه ..

وبعد أن قبل أخاه القبلة الاخيرة .ونظر الى ساعديه اللذين طالما انطلقت منها الرماح لتصافح

صدور الاعداء , ذائدة عنه , وعن محارمه, وامواله..ثم مسح التراب عن اخيه بكف مرتعشه

وطبق جفنيه وأمر من حوله ان يكفنوه .فدفن الفديع على مقربة من هذه الهضبة ..

لقد رثى شالح أخاه بقطرات من دم قلبه في هذه الابيات



أمس الضحى عديت روس الطويلات=== وهيضت في راس الحجا ماطرا لي
وتسابقـن دموع عيني غـزيرات ==== وصفقت بالكـف اليميـن الشـمالي
وجريت مـن خافي المعاليق ونـات====والقلب من بين الصـناديـق جالي
واخـوي ياللي يم قارة خفا فـات==== من عاد من عقـبـه بيسـتر خمـالي
ليته كفاني سـو بقـعا ولا مات==== وأنا كفيـتـه سو قبـر هيـالي
وليتـه مع الحيين راعي الجما لات= ==وانا فــدا له من غبـون الليالي
واخوي ياللي يوم الاخــوان فلات= ===من خلقتــه ما قال : ذالك وذالي
تبكيـه هجـن تالي الليل عجلات= ===ترقب وعـدها يوم غـاب الهـلالي
وتبكي على شوفه بني عفيفات==== من عقب فقـده حـرمن الدلا لي
عوق العديم إن جـا نهار المثارات====والخيل من حسـه يجيهن جفالي



وكان لشالح ثلاثه من الصبيه اكبرهم ذعار واوسطهم ذيب واصغرهم عبد الله ..ولم يكن

اخوا ذيب إلا فارسين معـدودين من افرس الرجال بين قبيلة قحطان .ولكن شهرة ذيب وشجاعته

النادرة غطت على أخويه وعلى غيرهما .فعندما شب الصبي ذيب بن شالح وبلغ سن الرابعه عشره

وكان هذا السن قد تدرب على ركوب الخيل ,والرمي وغيره .وكان ذيب يسأل اباه ورجال الحي

من قبيلة الخنافره يســـألهم دائما ويقول: اين مصدر الخطر الذي تتوقعونه

ومن أي يمكن للعدوان يفاجئنا منها؟ فيقولون له : هو من ناحيةقبيلةعتيبه .فيقول ذيب سأحمي

ابلي وابل قبيلة الخنافرة من أي كان

من شدة محبة شالح لابنه كان يقبله كانه طفل صغير .ثم ينفجر باكيا , وقد لامه قومه مرارا قائلين

كيف تقبل ذيبا بين الرجال وكأنه طفل ثم تبكي فيجيبهم : دعوني اقبل ذيبا وابكي عليه واودعه

كل يوم , لانني اتخيل ان الدنيا ستحرمني من ذيب ثم قال قصيدته المشهوره .



ما ذكر به حي بكى حي يا ذيب=== واليوم انا بابكيك لو كنت حيا
وياذيب يبكونك هل الفطر الشيب=== إن لا يعتهم مثل خيل المحيا
وتبكيك قطعان عليها الكواليب= ==وشيال حمل اللي يبون الكفيــا
وتبكيك وضح علقوها دباديب= ==إن رددت من يمـة الخوف عيا
ويبكيك من صكـت عليه المغاليب=== إن صـاح بأعلى الصوت ياهل الحميا
ننزل بك الحزم المطرف ليا هيب= ==إن رددوهن نا قلين العصيـا
انا اشـهد إنك بيننا منقـع الطيب=== والطيب عسـر مطلبـه مـا تهيـا




وأن بر ذيب بوالده شالح لم يسبقه احد إليه ...كان ذيب لاينام ابدا وابوه لم ينم , وكان يجلب

لابيه الحليب من الابل وعندما يأتي به إليه ويجده نائما يبقى واقفا وواضعا الإناء على يده

وربما حام حول أبيه وذكر الله بصوت منخفض إلى أن يستيقظ أبوه ثم يقبل جبينه ويناوله

الحليب ولايرضى أن احدا غيره يقدم أي شيء من الغذاء ..وذات يوم لم يصطد من الصيد شيئا

.وقد اقبل ابوه يتقدم الظعينة .وبقي ذيب حائرا متحسرا بماذا يقابل أباه وأخيرا استقر رايه

على ان ينحرمطيته (الاصيل) التي يعادل ثمنها خمسا من الابل ..وفعلا اخفاها بين الشجر

لئلا يراها والده ونحرها وأخذ من طيب لحمها وطهاه بالإناء الذي عادة يقدم

به لحم الصيد لوالده,وعندما وصل شالح واستقبله ابنه كعادته قدم له الاكل بعد ان صب

له من القهوه , وعندما تصاعدت رائحة لحم البعير عرف شالح أن هذا ليس بلحم صيد فقال

لابنه ماهذا ياذيب ؟ فقال ذيب (شبب يابـه ) أي إن هذا رزق من الله يابت فكرر أبوه السؤال

وكررالابن الإجابه ,بأن هذا شبب ياابن هدلان ثم عرف الوالد النتيجه وقال لابنه ذبحتها ياذيب ؟

!فقال ذيب هي تفديك ياأعز والد وعوضها سيكون من حلال القوم وذات ليله كان هو ووالده

ساهرين , وكان والده يداعبه ويلقي عليه بعض الاشعار فأنشده هذه الابيات



ياذيب انايابوك حالي تردا= ==وانا عليك من المواجيب ياذيب
تكسب لي اللي لاقح عقب عدا= ==طويلة النسنوس حرشا عراقيب




الى ان قال




ياللي على ذيب السرايا تعدا= == لو حال من دونه عيال معاطيب
ليث على درب المراجل مقدا= ==ما فيك ياذيب السبايا عذاريب




وبعد أن قال والده هذه الابات بطريقة المزاح اسرها الابن ذيب في نفسه , وعندما نام والده

وأطمأن ذيب انه قد اخذ في النوم , ذهب خفية وركب قلوصه وذهب لبعض أصحابه من الشبان

وأمر عليهم أن يرافقوه , فشدوا مطاياهم وركبوا مع ذيب وبعد ثلاثة ايام قصدوا بئرا تسمى

(ملية ) وعندما انحدروا إليها

رأوا عليها وردا لعتيبه يستقون فأرادوا ذيب ورفاقه ان يرجعوالئلايروهم ..وكان من السقاة

صياد اخذ بندقيته وتوجه الى الوادي الذي انحدر منه ذيب ورفاقه باحثا عن الصيد وعندما راى

ذيبا وجماعته اختفى تحت شجرة واطلق عليهم عيارا ناريا فأرادالله ان يصيب ذيبا إصابه مميتة

.بعد ما سقط ذيب على الارض أناخ رفاقه مطاياهم وتسابقوا إليه وضموه إلى صدورهم فوجدوه

جسما بلا حياة , وانهالوا عليه بالقبل , وودعوه بدموعهم الساخنة , ثم وضعوه بكهف بجانب الوادي ,

وقفلوا راجعين إلى أهليهم .أما الصياد الذي اطلق النار فقد ظل مختبئا تحت الشجره .ما اكبر

المصاب على شالح لما وصل رفاق ذيب واخبروه بما حدث إنها كارثه كبرى ليست على شالح

فقط بل على عائلة آل هدلان وعلى قبلة الخنافرة وعلى قبيلة قحطان الكبرى : وقد قال شالح

اشعارا كثيره بعد وفاة ابنه , وأول ما قال هذه القصيده



ياربعنا ياللي على الفطـر الشيب=== عـز الله إنه ضـاع منكم وداعـه
رحتوا على الطوعـات مثل العياسيب===وجيتوا وخـليتوا لقلبي بضـاعه
خليتوا النـادر بدار الاجـانيـب===وضـاقـت بي الآفــاق عقــب اتســاعه
تكـدرن لي صـافيات المشـاريب= ==وبالعون شـفت الـذل عـقب الشـجاعـه
ياذيب انا بوصيك لا تأكل الذيب= ==كم ليلة عشـاك عقب المجاعه
كم ليلة عشـاك حرش العراقيب= ==وكم شيخ قـوم كزتـه لك ذراعـه
كفه بعـدوانـه شنيع المضاريب===ويسقي عــدوه بالوغي سـم سـاعـه
ويضحـك ليا صكت عليه المغاليب ===ويلكد على جمع العدو باندفاعــه
وبيته لجيرانه يشـيد على الطيب= ==وللضيـف يبنـي في طـويل الرفاعـه
جـرحي عطيـب ولا بقى لي مقاضيب ===وافخت حبـل الوصـل عقـب انقـطـاعه
كنـي بعد فقده بحـامي اللواهيب=== وكني غريب الدار مـالي جـماعـه
من عقب ذيب .الخيل عرج مهاليب ===ياهـل الرمك ما عـاد فيهن طمـاعــه
قالو تطيـب وقلت : وش لون ابا طيب= ==وطلبت من عند الكـريم الشـفـاعـه



وبقي شالح حزينا كظيما يسهر أيامه ولياليه , ولا يفارق نار قهوته ..حتى توفاه الله .

.رحم الله شالحا وابنه ذيبا .لأنهما سجلا مفاخرقيمه لكل من يقطن نجد ..

.إننا نودعهما بالرحمة ودعوات الغفران ..


ارجوا ان لا اكون طولت
..(منقول)

الوهاد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد


يتصفح الموضوع حالياً : 2 (0 عضو و 2 زائر)
 

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



Powered by vBulletin® Version 3.8.9
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc. Trans by
الحقوق محفوظة لمنتدى قرية المصنعة 1426هـ
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78