دمي قلبي وقد ذرفت عيوني وهاج الشوق والتهبت شجوني
وليس من النساء جراح قلبي ولا عين المها أبكت عيوني
ولا وصف القدود أثار شوقي ولا طيف الهوى سبب الشجون
وعن عبث الغرام أصون قلبي ويأبى خاطري طيف المجون
فمثلي لا تنال له فتاة فؤادا عاش للمجد الرهين
ولكني أحن لمجد قومي وعشق الدين أفقدني عيوني
فدمع العين تحنانا تهادى وتحترق الجفون من الأنين
وقلبي في الجوانح صار جمرا ً تأججه الهواجس بالظنون
وأطياف تذكره زمانا وتلقيه الخواطر بالحنين
فيسألني فؤادي عن جدود مضوا للخلد في دنيا ودين
وكانت نخوة الأحرار فيهم وعافوا العيش في ذل مهين
وقد فتحوا البلاد بغير ظلم ولا قتل ولا فعل المجون
وكانوا في معاركهم أسودا تدك خيولهم أعتى الحصون
بنوا مجدا ورثناه وما جاد الزمان بمثله عبر القرون
فكل البر تغزوه خيولي وكل البحر تغزوه سفيني
فلا شمس توارى عن دياري ولا سحب تمطر عن غصوني
لعز الأمس تبكيني عيوني وذل اليوم تقتلني شجوني
إلام القوم تحسبهم نياما يغضون الجفون عن الأنين
فلا عرض يحركهم غياثا ولا شيخ يسام عذاب هون
ولا طفل تمزقه سهاما ولا رجل يساق إلى السجون
ولا قدس تنوح بكل يوم على موت المروءة في البنين
ولا ثكلى تهدهدها هموم على ابن تردى بالمنون
******************