بسم الله الرحمن الرحيم
الشرهة عندما يساء فهمهما !
تريثت إلى أن تفضل صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن فهد بن عبدالعزيز آل سعود – الرئيس العام لرعاية الشباب – عبر قناة العربية مشكوراً بتوضيح أسباب مداخلته الغاضبة جداً على الاستديو التحليلي بعد المباراة النهائية على كأس الخليج التاسعة عشرة ؛ لكي أفهم سر تلك الغضبة .
ربما تكون من الحالات النادرة جداً أن نفاجأ بمسؤولاً حكومياً من الأسرة المالكة يتداخل مع ما يدور في الشأن العام مدلياً بمثل ذلك التعليق المبرر ، فالمكانة الاجتماعية وما تعارف عليه الناس من أعراف وتقاليد تجاه الشخصية العامة كشخصية عالم الدين الرباني ، أو الأمير والوزير وما في حكمهم من الشخصيات المشتغلة في الشأن الجماهيري ، وصولاً إلى رب الأسرة ومدير المدرسة ، والمعلم والمعلمة ، وهكذا إلى أي إنسان سمته دماثة الخلق وحسن السير والسلوك ، تلك الشهادة التي يسعى إليها أي إنسان في هذه الحياة الدنيا الفانية ، وكم تمنح من البشر للبشر بحسبان (شرهات – وهي المكافأة لمن يخدم إلى جانب المسؤول أو الشخصية العامة أو تقرباً إليه ) أضحت في عرف الكثيرين مطلباً طبيعياً ، وأنّى يستقيم عمل يقوم على ذلك .
وبالمقابل ، تسري بين الناس قناعات مختلفة ، تدور في فلك التأويل ظناً بالإثم نحو خيارات المسؤولين لمن يعمل إلى جانبهم في شتى قطاعات الأجهزة الرسمية وغير الرسمية ، ولهذا كانت غضبة الأمير ، وأنه ليس في الأمر ما ذهب إليه من غمز من خلال ذلك لكي لا يقع في أذهان الناس أن تبرير الإخفاقات عائد تحت بند ما يسمى بالشرهات في عرفنا الاجتماعي .
وكل ما آمله بعد أن أوضح سمو الأمير وجهة نظره أن تُفّعل تلك الغضبة الحميمية لسلوك واقعي ، للأسف يعاني منه الكثير من المشتغلين بالشأن العام ، من حيث لا نزكي على الله عزّ وجل أحداً ، والله المستعان .
حرر بتاريخ 25/1/1430هـ