حرص الأطفال في زماننا القديم ؛ على المشاركة مع آبائهم في حضور سوق السبت الأسبوعي في بالجرشي ، والمساهمة في بيع ما يمكن بيعه، حتى يستفاد من ثمنه؛ في شراء الاحتياجات، وتوفير المتطلبات.
أشياء كثيرة كان يحرص الأطفال على العناية بها، ثم بيعها في السوق، مثل:الحمام والأرانب والوباره والدجاج والبيض ، والتين الشوكي...، ولكن الأميز منها: بيع حبوب النيم.
وهي تلك الثمرة الخضراء الصغيرة الحامضة ، التي تتواجد بكثرة في بعض الأودية،وفي مواسم معينة، حيث تجمع بعناية، مع تجنب الخدش من شوكها ، واستبعاد الثمار التالفة منها.
كان البعض يحرص على أكلها، والتلذذ بطعمها الحامض ، إلا إن بعضنا كان يجمعها باهتمام ، ليملأ الجراب أو الزنبيل ، ويبيع ما جمعه من محصول ؛ فكانت علبة الصلصة منه تباع بقرشين.
لا أقصد هنا بشجرة النيم؛ شجرة الزينة الموجودة في بعض الشوارع، لكنها شجرة متشعبة، وغير مورقة مثلها، وهي ذات شوك غير مضر، وهي تعيش على أطراف المزارع، وعلى مشارفها.
فهل نجد من المزارعين ؛ من يعتني بزراعتها، ويستفيد من بيع ثمرتها ،والتي لا توجد في الأسواق حتى الآن؟!