كانت الساعة الثانية بعد الظهر ,,
بقي على نهاية دوام وخروج الموظفين
فقط نصف الساعة ,في حركة أشبه
ما تكون بتنفيذ الإيعاز العسكري للخلف دور!!
استدار استدارة كاملة وقف أمام الباب
ينظر إلى أعلى, لفت انتباهي
كما لفت انتباه المارة
تركيزه الشديد على ميزان العدل المعروف
,,, بسرعة سبع درجات
على مقياس رختر اهتزت عيناه ,
قبل أن تنحدر الدمعة الحارقة
على خده الجاف الذي رسم عليه الزمان
بمحراثه المتشعب خطوط غائرة
,, أنا لا أظن أن تلك القطرة المندفعة
من عينه بقوة ردة فعله
داخل مكتب الضبط هي الأولى,
ولكن ربما كانت الأخيرة
قبل أن يدفعني أو يجرني الفضول
لسؤاله وعرض خدماتي عليه
رفع رأسه ونظر إلي نظرة
البائس الحزين ,نقل عصاه
من يده اليمني إلى يده اليسرى
في لحظة ضعف وانكسار,
نظر إلى الأرض ,وقال يا ولدي
الشكوى لغير الله مذلة ,,
وبعد أن هدأ شهيقه. وبلع ريقه .
أخذ نفس عميق , ثم ألقى بثقله
على العصا ,أشار بسبابته
اليمنى لميزان العدل ,,,
فضحك ضحكة المنهزم المقهور,
وقال بصوت حزيناً خافت
أما والله إن الظلم شؤم ** وما زال الظلوم هو الملوم
إلى ديان يوم الدين نمضي ** وعند الله تجتمع الخصوم
ستعلم في المعاد إذا التقينا ** غداً عند المليك من الظلوم
غاب صوته ونفذ صبره وخنقته العبرة,
فقلت له يا عم اسمع قول الحق تبارك وتعالى
وهو اصدق القائلين
( وَلا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأبْصَارُ)
ابتسم وقال بصوت عالي صدق الله العظيم ,,
ومن اصدق من الله قيلا
ومن اصدق من الله حديثا,,,
استدار هذا المرة ببطء
ليودع ميزان العدل المائل
فهو على موعد قريب لاستقبال
إشراقه شمس يوم واعد
يزخر بألوان الأمل والتفاؤل
سحاااااااااااااااااااااااااااابة صيفــ