بسم الله الرحمن الرحيم
أين تذهب هذا المساء ؟!
قائمة مثالية من وسائل الترفيه التي بدأنا ننعم بها طوال العام ، ومواسم الأعياد والإجازات بكثافة أكثر ، وأعني بذلك المواطن المسحوق الكادح الذي يملك قوت يومه ، ولا يستطيع أن يسيح في أرض الله تعالى الواسعة ، فقد خلت (مثلاً) أي القائمة من مواعيد عروض الأفلام بدور السينما ، والمسرحيات ، والبرامج الحيّة الترفيهية في كل منطقة بما يتوافق ومناخ وتضاريس كل منطقة ، ناهيك عن مهرجانات جني التمر في الأحساء والقصيم والمدينة المنورة ، وقطف الورود في الطائف وحائل ، وعصر العنب ، ويوم الحبحب المحلي . إلا أنها تبقى مثالية جداً لتلك الأسر التي تمثل السواد الأعظم من المجتمع ، فهناك المكتبات العامة المفتوحة لذوي الدخل المسدود ، وهناك المتنزهات والساحات العامة المعدة لهم ليمارسوا فيها ما يحلوا لهم من أنواع الترفيه البري كالشواء وألعاب الماء والمشي للحوامل والبدناء ، والدخول بأسعار رمزية لحدائق الحيوان ، والملاهي والسيرك المتنقل .
ولأنها فعلاً قائمة مثالية ، وخاصة بعد تكثيف مراقبة تلك الأماكن بالكاميرات الرقمية والأقمار الصناعية ، والابتعاد عن الاحتكاك بالمرتادين لها ، احتراماً لخصوصية المجتمع ، تفاجأت بأن القائمة لا تشتمل على عناوين مقار الأندية الرياضية النسائية ، ومقاهي الانترنت ، والشوارع المنتخبة للتفحيط بالسيارات المؤمن عليها .
وبما أن الأمر كذلك , وكمواطن من الطبقة الكادحة ، اخترت ألا أذهب هذا المساء إلى أي مكان عام ، وأن أكتفي بمشاهدة مباريات بطولة ويمبلدون ( رجال ) ، وسأعمل جاهداً على اقناع النواعم في العائلة لمشاهدة بطولة ويمبلدون (نساء) ، بدل ... البربرة ... واللف بين مشاغل الخياطة والشك والتطريز !
1/7/1430هـ