جده بخير !

بسم الله الرحمن الرحيم

جده بخير !

كنت في زيارة إلى مدينة جدة لمدة يوم واحد نهاية الأسبوع الفارط لحضور مناسبة عائلية ، سعدت فيها بلقاء بعض الأقارب ، والسلام على بعض المعارف والأصدقاء ، اختلجت فيها المشاعر الجياشة والذكريات القديمة ، حيث كانت أول وجهة ارتحلت إليها صغيراً برفقة الوالد ـ حفظه الله تعالى ـ إبان عمله في جامعة الملك عبدالعزيز .
لازلت جده ترفل في تلك النكهة المختلفة عن باقي مدن المملكة وهي بحق بوابة بلادنا الغالية على العالم وبخاصة في مواسم الحج والعمرة ، مع ما تتمتع به من ذلك النسيج الاجتماعي المتعدد الأعراق ، ومثال حقيقي لكيفية التعايش السلمي بين سكان أي مدينة اشتهر أهلها بالتجارة ، واستقبال المهاجرين ، والوافدين على مدار أيام العام .
كانت وجهة الوصول مطار الملك عبدالعزيز الدولي الذي على الرغم من التوسعة الجديدة لصالات السفر إلا أنه لا يرقى لطمع المواطنين الذين يريدون أن تكون مطاراتنا في المقدمة من جميع الأوجه .
بالنسبة لخدمة التوصيل ، استقليت سيارة ليموزين يقودها أحد أبناء جدة ، ولحسن الحظ كانت السيارة نظيفة جداً ومكيفه ، والسائق على صغر سنه بدأ حذراً في قيادته ، وعدم مبادرته بالحديث معي !
الشوارع مزدحمه بالسيارات ، وقد أسهمت المشاريع الجديدة في الطرق الرئيسة بزيادة الضغط على الطريق السريع ، ناهيك عن المخالفات المرورية والسرعة أبرزها !
من خلال مروري ببعض الشوارع ، تبادر إلى ذهني سؤال عن مدى نظامية إقامة البعض من الجنسيات ، ورغبة من سامرتهم في أن يطال التطوير أحياء أخرى من المدينة لمعالجة بنيتها التحتية ، مع ما تتناوله الصحف من تخلف المعتمرين ، وجعل جده هدف أول للمتسللين . وأحاديث عن أعلى ناطحة سحاب في العالم على الكورنيش ، وملعب كبير لكرة القدم يتسع لعشرات الآلاف من المشجعين ، وغيرها من تلك الآمال المحلقة في سماء جدة بالخير .
أكرمني الله تعالى بالصلاة جماعة فجراً وصلاة الجمعة في أحد مساجد جدة ، خرجت بعد شكر الله تعالى على فضله ، وفي البال تساؤل بحجم المكان إذ كيف يغيب عن ... فاعل خير ... البحث عن مثل ذلك المسجد .. وهي كثيرة في جدة وغيرها ... لإعادة بنائه مع توسعته ، وإن لم يتيسر فترميمه ، فالمسجد يضيق بالمصلين إلى الشوارع الجانبية ، وإن كانت ثقافة البعض منهم ترهق أكثر من صغر مساحة المساجد المتقادم !
ولأنها زيارة محدودة الزمن غادرتها محملاً ، بقبلات الأحباب ، ودعواتهم ، ومع ذلك كله ... فجده بخير !
18/7/1430هـ