السَّلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كثير من الإخوة يستشهدون بهذا البيت في بعض كتاباتهم وردودهم ، وقد وقفت على هذه الفائدة فأحببت أن أتحفهم بها
ذكر المقريزي في الخطط ، في ذكره لمساجد مصر
مسجد الذخيرة
هذا المسجد تحت قلعة الجبل بأوّل الرميلة تجاه شبابيك مدرسة السلطان حسن بن محمد بن قلاون التي تلي بابها الكبير الذي سدّه الملك الظاهر برقوق، أنشأه ذخيرة الملك جعفر متولي الشرطة.
قال ابن المأمون في تاريخه : في هذه السنة، يعني سنة ست عشرة وخمسمائة، استخدم ذخيرة الملك جعفر في ولاية القاهرة والحسبة بسجل أنشأه ابن الصيرفيّ، وجرى من عسفه وظلمه ما هو مشهور، وبنى المسجد الذي ما بين الباب الجديد إلى الجبل الذي هو به معروف، وسمّي " مسجد لا باللّه " ، بحكم أنه كان يقبض الناس من الطريق ويعسفهم ، فيحلفون ويقولون له لا باللِّه ، فيقيدهم ويستعملهم فيه بغير أجرة ، ولم يعمل فيه منذ أنشأه إلاّ صانع مكره ، أو فاعل مقيد ، وكُتبت عليه هذه الأبيات المشهورة:
بنى مسجداً للّه من غيرِحِلِّهِ ............ وكانَ بحمدِ اللَّهِ غيرُموفق
كَمُطعِمَةِ الأيتام مِن كدِّ فرجِها .... لكِ الويلُ لا تزني ولا تتصدّقي
وكان قد أبدع في عذاب الجناة وأهل الفساد ، وخَرَجَ عن حُكْمِ الكِتَابِ ، فابتلى بالأمراض الخارجة عن المعتاد ، ومات بعدما عجل الله له ما قدّمه ، وتجنب الناس تشييعه والصلاة عليه ، وذكر عنه في حالتي غسله وحلوله بقبره ما يُعيذ اللّه كلّ مسلم من مثله .
وقال ابن عبد الظاهر:مسجد الذخيرة تحت قلعة الجبل ، وذكر ما تقدّم عن ابن المأمون . اهـ
وقد نسبت الأبيات لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه
سَمِعتُكَ تَبني مَسجِداً مِن خيانَةٍ ... وَأَنتَ بِحَمدِ اللَهِ غَير مَوفَّقِ
كَمطعمَةِ الزهّادِ مِن كَدِّ فَرجِها ... لَها الوَيلُ لا تَزني وَلا تَتَصَدَّقي
ونسبت لإسماعيل بن عمَّار الأسدي ( 60 _ 140 )
بنى مسجداً بنيانُه من خيانةٍ ... لَعَمري لَقِدماً كنتَ غير مُوفَّقِ
كصاحبة الرُّمَّان لمَّا تصدّقت ... جَرت مثلاً للخائِن المتصدِّقِ
يقولُ لها أهلُ الصلاح نَصيحةً ... لكِ الويلُ لا تزني ولا تتصدّقي
و قال أبو عمر ابن الوردي
كذبتَ على آلِ النبيِّ بجرأةٍ ... ورحتَ لأفعالِ الحرامِ موجِّها
وجئْتَ بمعروفٍ تضمَّنَ منكراً ... كمطعمةِ الأيتامِ مِنْ كدِّ فَرْجِها
أسأل الله أن يجعلنا ممن يأكل من الحلال ويغذِّي أهله من الحلال ويتصدق من الحلال ، وأن يجنبنا الكسب الحرام ، فقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلَّم الرَّجُلَ يطيل السفر ، أشعث ، أغبر يمد يديه للسماء ، ويقول : يا رب ، يا رب ..
ومأكله حرام ، ومشربه حرام ، وغذى بالحرام ، فانى يستجاب لذلك !! .
والله الموفق لا رب سواه .
أبو عبد الرَّحمن البركي
28/1/1428 هـ