هذه القصة حقيقية واعتذر ممن ستثير شجونهم واحزانهم ومن عاش في طفولتي من اصدقائي يعرفون مجريات احداثها 0
=======================
منذ زمن بعيد ......
زمن الطفولة ...
كانت قريتي تنعم بالخير الوفير من الأمطار ..
ويكسوها البساط الأخضر طيلة العام ...
ولا ترى الشمس الا صيفا ...
كانت الامطار تنهمر بغزارة معظم اليوم - ونحن بعد انتهاء المدرسة لانعرف القيلة ...
نلعب في الرباع ( الزمار ) كرة قدم ( ان وجدت ) وان كان غالبا نلف الشراريب ونلعب بها ..
وسرعان ماتمتلئ بالمياه فنعصرها ونواصل اللعب...
وكان ( خ) يلعب معنا ولا ندخل البيت الا تحت وطأة اصوات امهاتنا ( اطال المولى اعمارهن ) يأمرننا
بالدخول للبيت 0
وذات يوم كانت الامطار تنهمر بشدة حينا وتخف احيانا كثيرةمصحوبة بالبرد الشديد.
وسرعان ماتمتلئ ظهور البيوت ( السطوح )بالمياه وتاخذ طريقها في النزول عبر السربان ( جمع سرب ) .
كنا نبتعد عنها حتى لاتبتل ثيابنا - التي لانملك غيرها ...
وقام ( خ ) بنزع ثوبه والاستحمام تحت السرب وهو يقهقه ضاحكا وسعيدا بما يفعل ...ونحن نصيح به ان يبتعد .. ولكنه أصر على فعلته.. وليته مافعلها.
لاتزال ضحكاته ترن في اذني الى الان ...
واليوم التالي افتقدناه ..
وعند رؤيتنا له كان ممددا في ركن البيت ...
لم نكن نعرف المرض وعلاماته ...
وفي العصر كانت المفاجأة !!!
اجتمع اهل القرية ونحن في الخارج فلن يسمح لنا بالدخول.
ولم يمض وقت طويل حتى رأيت جدي :: حمزة رحمة الله عليه .. خارجا وهو يحمل بين يديه
جثة صديقي ملفوفا في كفنه 0
سالنا : ماذا حصل ؟
جاء الجواب المخيف : مات ( خ) وسيذهبون به للمقبرة 0
ألن نراه بعد اليوم؟
ألن يشاركنا لعبنا؟
كان الصمت سيد الموقف ..
ذكراه لاتزال عالقة في نفسي الى الان ...
مات طفلا لم يبلغ الحلم ...
وكبر معي في ذاكرتي ولايزال واتمنى ان التقي به في الجنة ان شاءالله0