01-08-2011, 10:36 PM | #1 |
مشرفة
تاريخ التسجيل: Dec 2009
المشاركات: 5,627
|
الطفل والدبابه
كان يلهو وسط حديقةٌ بلا أزهار في حي ٍراحت معالمه بين الف إنفجار ، يلهو ويسمع صرخات الأمهات وهي تنعي من شوّه ومن فـُقد ومن مات وكان يسئل دوماً عن أسباب الدمار الكائن حوله والمُحتل لوطنه ولكن كان أهم سؤال يدور بذهنه ، لماذا لم يأتي اليوم للعب آخر صديق لي ؟ هل رحل هو الآ خر ؟ كأصدقائي الذين رحلوا قبله ويأس مِن البحث عن اجابه ، فظل يلهو بكُرته الورديه يركلها مره وتركله تساؤلاته المُلحه ألف مره ، ماذا يحدث ؟ ولماذا يحدث ؟ ومن هولاء ؟ وماذا فعلنا لهم ؟ ولماذا يمزقنا جيشهم ؟ ولماذا أخي فجّر نفسه ؟ ولماذا العدو يشتد بأسه ؟ لماذا نُقتل ؟ ولماذا لا نرحل ؟ لما نبقي ونأمل ؟ وغلبته برائته فأخذته مِن تلك الأسئله إلي عالم لا توجد فيه مُشكله لا توجد فيه آلام ودماء ومسائل مُعضله ، وراح يلهو ويُكمل يومه البريء وبين أستغراقه في لهوه الممتع ظهرت في شارع الحي دبابه الايّه ترنو إليه مِن بعيد تصوب عليه مدفعيتها الناريه وتتحرك نحوه ، ففزع منها فزعا شديد ورأى الطفل الذي بداخله يهرُب فهرب معه وترك حديقته وكُرته وراح يعدو فارا ببرائته والدبابه خلفه ومع كل قفزه يقفزها بعيدا عن مرمى الدبابه كان يجد أجابة لكل تساؤل حار في خلده ولم يعثر له على اجابه ، وقبل أن ينجو بحياته ويدخل ضربا يُخرجه مِن الحي الذي تُداهمه تلك الدبابه ، وقف قليلا مُختبأ خلف جدار مثقوب وراح يفكر لما أهرب ؟ وكيف أترك حديقتي وكُرتي لقطعة مِن الحديد ؟ أو يرحل الأصدقاء وتسقط الحديقه في أيدي الأعداء ؟ لما لا اُدافع ؟ فإما أن اُخلّص حديقتي أو أرحل إلي صُحبتي ، فالكُل رحل ولم يبقى سوى أنا والحديقه والكُره ، إذا سأفعل مثل من رحلوا ، فقد آن الأوان أن أتعلم أطلاق الحجاره ، فمسك بالحجاره ، وإنطلق في إتجاه الدبابه ، وراح يلقي أحجرته المتتابعه وهو لا يعلم أهي تصل إلي الدبابه أم لا ؟ أهي تؤثر فيها ؟ وظل يلقي ويلقي ويلقي حتى ملّت الدبابه فألقت هى الأخرى .
__________________
|
يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 زائر) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|