ياماشي درب الزلق لا تأمن الطيحة )
نعم هناك من يفتخر ويتفاخر بنفسه أنه شاطر ولا تقف في دروبه الحفر ولا المطبات وأنه يفعل مايعجز عنه الآخرين لأنه يشاهد نفسه أذكى الناس وتهاب منه الذئاب ولا يسير إلا بخطى ثابتة لا تعيقها المزلات وأنه أشجع الشجعان ولن يستطيع أي إنسان أن يكتشف أخطاءه لأنه سرعان مايخرج من مصيبته دون أن يكتشفه أحد لأنه أذكى الأذكياء ويتعامل بكل ثقة وغرور وللأسف ينسى ويتجاهل المسكين أن الله سبحانه يمهل ولا يهمل كما قال تعالى في كتابه الكريم : (( ولا تحسبن الله غافلاً عما يعمل الظالمون ، إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار .. مهطعين مقنعي رؤوسهم ، لا يرتد إليهم طرفهم ، وأفئدتهم هواء )) فكم من شاطر وقع أخيراً في فخ الذنوب التي تمادى فيها ويظن أنه لا يوجد هناك رقيب ولا حسيب عليه ، فالذنوب قد تلاحق الإنسان ولكن الشاطر هو الذي يستطيع أن يخرج من ذنوبه ويستغفر ربه ولا يتمادى في هذه الذنوب فالله يغفر الذنوب جميعا ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( والذي نفسي بيده لو لم تذنبوا لذهب الله بكم ولجاء بقوم يذنبون فيستغفرون الله فيغفر لهم )) رواه مسلم .. وهذا لا يعني أننا نبحث عن الذنوب ولكن لابد من الوقوع فيها فنتوب التوبة الصادقة ونستغفر الله حتى يغفر لنا برحمته فالله سبحانه يعلم أن الجن والأنس يذنبون فيتوب على من تاب ، ويغفر لمن شاء ، ويعفو عمن شاء سبحانه وليس ذلك ترخيص لفعل الذنوب أو الاستمرار والتمسك والمبالغة فيها حتى لا نخسر رضا الرب سبحانه ونخسر أنفسنا عندما نفقد سمعتنا ، ومكانتنا ، وشخصيتنا ، ويجب علينا ألا نكابر في الذنوب ولا يحيطنا شي من الغرور عندما نظهر بالوجه الأبيض أمام الناس بينما الواقع يقول لنا أن قلوبنا سوداء لسوء أعمالنا ولكثرة ذنوبنا التي نخفيها عن الناس ونتجاهل وننسى أن الله سبحانه لا تخفى عليه خافية ، فسأل نفسك كم عدد الدروب والذنوب التي تسير عليها ؟ وكم تنتظر من الأيام حتى تعلن توبتك وتستغفر ربك ؟ وهل مازلت تفتخر بذنوبك التي لم يكتشفها أحد ؟ أم أن هناك ذنوب قادمة تضاعف ذنوبك السابقة ؟ أما آن الأوان لسقوط دمعة الندم والعودة إلى الله ؟ فلا تنتظر الغد ويجب عليك اتخاذ القرار الشجاع اليوم ، فلا تضحك على نفسك ولا تتمادى في أخطائك وذنوبك السوداء ، فربما تقع في حفر الندم والبكاء ، فلا تأمن دروبك ولا يأخذك الأمل الطويل ( ياماشي درب الزلق لا تأمن الطيحة )