كبّري يا ليبيا .... قيدُك انكسر
سبّحي وهلّلي ... . واشكري ربّ البشر
ليبيا يا حرةً ... ... كفكفي تيك العبر
رددي وكرري ... " ليلنا قد انقشع "
يا قوياً لم تزل ... زلزل الباغي أسد ( 1 )
وسقط الطاغية من عليائه، وتخضّب في دمائه!. سقط بعد أن أذاق شعبه من بأسه وجبروته. سقط بعد حقبة سوداء قضاها على كرسيّ عرشه الذي ظنّ أنه لن يحول عنه ولن يزول، وما ظنّ أن الله له بالمرصاد. تنفّس الشعب الليبي الأبي الصعداء، وفاز بعدما قدّم الكثير من الشهداء وهو يرى أن ذلك الثمن قليل في سبيل العزة والكرامة. نعم، سالت دماء، وتقطّعت أشلاء في ملحمة سيكتبها التاريخ بمداد من ذهب لتكون شامة في جبين أبناء ليبيا العظماء. يا لها من فرحة عارمة عمّت أرجاء ليبيا، بل وعمّت العالمين العربي والإسلامي لهذا الإنجاز الذي دفع الشعب ثمنه من دماء أبنائه طائعاً مختاراً.
أما وقد زال هذا الطاغية من الطريق فقد زال معه العائق الأكبر في بناء ليبيا الحديثة على أصول وقواعد ثابتة من العلم والمحبة والإيثار والرحمة، تحت منهج رباني ارتضاه الشعب الليبي واختاره.
المستقبل فتح ذراعيه لكل مخلص وصادق ليقدّم ما لديه.
تحية إكبار لكم أيها الليبيون وإعجاب من إخوة لكم في المملكة العربية السعودية عاشوا آلامكم وآمالكم، وغمرتهم الفرحة لانتصاركم.
الآن تبدأ المرحلة الأهم؛ مرحلة البناء التي لن تكون مفروشة بالورود بل ستواجهون من المكر الشيء الكثير، ولكنكم بشيء من الحكمة والصبر والتسامح فيما بينكم ستتمكنون بعون الله من العبور ببلدكم العظيم إلى برّ الأمان وإلى المكانة التي تليق به بين الأنام.
وفقكم الله لكل خير وصرف عنكم كل شرّ إنه سميع مجيب.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( 1 ) المقصود بشار الأسد