05-26-2012, 08:12 PM | #1 |
عضو ادارة المنتدى
تاريخ التسجيل: Mar 2009
الإقامة: الـــســــعــــــــــــوديــــــــــــــه
المشاركات: 3,030
|
دور المرأة في تنشئة الأجيال
دور المرأة في تنشئة الأجيال د. نهى قاطرجي الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ، وبعد ، ينقسم دور المرأة في تنشئة الأجيال تبعاً لانقسام دورها في الحياة ، فهي تلك الأم المكلفة بتربية أبنائها والمسؤولة عن ذلك أمام ربها عز وجل ، وهي تلك المدرِّسة المكلفة بتربية النشء وتنمية دورهم في المجتمع بحيث يصبحوا فاعلين في المجتمع ، علماء ، متخصصين نافعين لأمتهم ، وهي أخيراً تلك الداعية الرفيقة التي تدعو إلى الله سبحانه وتعالى بالحكمة والموعظة الحسنة ، عاملة بذلك على نشر الدين تنفيذاً لأوامر الله سبحانه وتعالى ورغبة في الأجر والثواب الذي وعد به الله عز وجل بقوله : " ومن أحسن قولاً ممن دعا إلى الله وعمل صالحاً وقال أنني من المؤمنين "، فصلت ،33. والحديث عن دور المرأة في هذه المراحل الثلاث لا ينفي دور الرجل الرئيس في ذلك ، إلا أن التركيز على دور المرأة إنما جاء بسبب بعض الاختلافات بينهما مما يحتم في بعض الأحيان تغيير الخطاب ، ومن هذه الاختلافات اختلاف طبيعة عملهما الذي يحتم تنوع المسؤوليات بتنوع المراحل ، فأمومة المرأة التي تحتم عليها تواجدها الدائم مع طفلها في فترة مبكرة تجعلها أقدر على مهمة تربية الطفل من الأب المنشغل بتأمين الرزق . ومن هذه الاختلافات أيضاً اختلاف خطاب كل منهما ، إذ أن الرجل وأن كان من الممكن أن يتوجه بالدعوة إلى المرأة ، إلا أن هذه المهمة تبقى منوطة بالمرأة الداعية التي يكثر اختلاطها واتصالها بالنساء مما يجعلها أكثر قدرة على مخاطبتهن والتأثير بهن وتفهم معاناتهن . من هنا فإن الخطاب التربوي الذي اعتمدته في هذه المحاضرة هو خطاب لكل من المرأة والرجل معاً ، إلا في بعض النقاط الأنثوية الخاصة التي تفرض تغييراً في هذا الخطاب ليصبح أكثر تخصصياً في شئون المرأة . ومن هنا يمكن تقسيم أنواع التربية إلى ثلاثة أقسام : التربية الأسرية ، التربية المدرسية ، التربية الدعوية أولاً : التربية الأسرية بين رسول الله صلى الله عليه وسلم دور الأهل في تربية أولادهم وتأديبهم، فقال عليه الصلاة والسلام : " أكرموا أولادكم وأحسنوا أدبهم "ابن ماجة . وقال أيضاً صلى الله عليه وسلم" علِّموا أولادكم وأهليكم الخير وأدبوهم " أخرجه عبد الرزاق . في هذين الحديثين يبين رسول الله صلى الله عليه وسلم مسؤولية الآباء عن تأديب أبناءهم بالآداب الإسلامية التي جاء بها القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، وتشمل هذه المسؤولية كل ما يتصل بإصلاح نفوس هؤلاء الأبناء "وتقويم إعوجاجهم ، وترفُّعهم عن الدنايا وحسن معاملتهم للآخرين " عبد الله علوان ، تربية الأولاد في الإسلام ، ص1 ، ص172.. لهذا يجمع علماء التربية على أن التربية الناجحة هي تلك التي تسعى إلى تكوين شخصية سليمة فاعلة ومؤثرة تأثيراً كبيراً في سعادة المجتمع وتماسك بنيانه ، ومن هنا فإن هذه التربية يجب أن تقوم على الدعائم التالية : أولاً : تقوية شخصية الطفل بحيث يجد في جو البيت ما ينمي مواهبه ويصقلها ويعدَّها للبناء والإفادة . ثانياً : تنمية الجرأة الأدبية في نفس الطفل بحيث يعيش شجاعاً صريحاً جريئاً في آرائه ، في حدود النظام والخير والأدب الإنساني الكريم . ثالثاً : تقوية روح التعاون والحب في نفسه نحو إخوانه في المجتمع ، حتى يكون من رواد التكافل الاجتماعي في كل ما يعود على الأمة بالقوة والكرامة والأمن والسلام "د. مصطفى السباعي ، أخلاقنا الاجتماعية ، ص 157.. وهذه المهمة المنوطة بالأبوين معاً تكون في مراحلها الأولى أكثر التصاقاً بالأم كونها تقضي مع طفلها وقتاً أطول مما يقضيه والده معه ، فهي التي تهتم برعاية شؤونه وتوجيهه ، خاصة أن الطفل يبدو في هذه المرحلة شديد التعلق بها الأمر الذي يسهل عليها مهمتها في زرع أصول العقيدة السليمة في نفسه وتعويده على محاسن الأخلاق ومحمودها وتحذيره من مفاسد هذه الأخلاق ومضارها . ويؤكد على هذه الحقيقة ما أثبته العلم التربوي الحديث في أن تكوين شخصية الطفل تبدأ في مرحلة مبكرة جداً حتى قبل الولادة ، حين يكون الطفل ما زال جنيناً في بطن أمه ، حتى إذا أتمَّ الطفل الخمس سنوات يكون قد اكتملت شخصيته وتكونت أخلاقه ومبادئه . ولتكوين شخصية الطفل المسلم على الأهل بشكل عام والأم بشكل خاص التركيز على ثلاثة أنواع من التربية ، التربية الروحية ، التربية الخلقية والتربية النفسية . 1- التربية الروحية إن أول واجب من واجبات الأم تجاه ابنها يقوم على تعليمه شؤون دينه من عقيدة وعبادة وما إلى ذلك من أمور يفترض من الطفل أن يعرفها في مرحلة مبكرة حتى ينشأ وقد اعتاد عليها وألفها ، وفي هذا يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم " مروا أولادكم بالصلاة لسبع واضربوهم عليها لعشر " كما أن من واجب الأم أن تنمي لدى طفلها القيم والأخلاق الفطرية السليمة التي أوجدها الله سبحانه في نفسه من جهة والعمل على إكسابه الأخلاق الفاضلة التي حثَّ عليها الإسلام ودعا إلى زرعها في النفوس من جهة ثانية ، وهذه المهمة التربوية أوضحها رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله : " كل مولد يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو يمجسانه " رواه الطبراني. فمن هذا الحديث نستنتج أن مسؤولية الأهل التربوية ليست في زرع بذرة الإيمان في النفوس ، فهي في الأصل موجودة ، إنما مسؤوليتهم هي في تنمية هذه البذرة ورعايتها وعدم إهمالها في تلك الفترة المبكرة من العمر . ومن هنا يمكن أن نلخص دور الأهل في التربية الروحية بالتركيز على الأمور التالية : أ-زرع الإيمان إن أهم مهمة تربوية للأم تتأتى في توثيق عرى الإيمان في نفس طفلها عبر إرشاده إلى دلائل وجود الله سبحانه تعالى ، والتدرج معه منذ الصغر في بيان البراهين التي تدل على وجود الله عز وجل ، وهذا التدرج يكون بالانتقال من الأدلة الجزئية إلى الأدلة الكلية ومن البسيط إلى المركب تدريجياً مع نمو الطفل وقدرته على الاستيعاب ، وهذا الأسلوب يتوافق مع أسلوب القرآن الذي يستخدم في كثير من الأحيان الأدلة البرهانية المبسطة التي تتوافق مع العقول كافة، قال تعالى : " هو الذي انزل من السماء ماء لكم فيه شراب ، وفيه شجر ... وينبت لكم به الزرع والزيتون والنخيل والأعناب ومن كل الثمرات .." النحل ، 10. وتكمن أهمية إمداد الطفل بالأدلة الثابتة بكونها تكوِّن عنده نضوجاً وإيماناً راسخاً يحميه مستقبلاً من بعض دعاة السوء الذين يحاولون التأثير على العقول وزعزعة الإيمان عن طريق استخدام الأدلة العلمية المعاصرة . ب-زرع الخشوع والتقوى إن نجاح الأهل في زرع الإيمان الصحيح في نفوس أطفالهم وبيان قدرة الله سبحانه وتعالى المنتشرة في الكون تكوّن خطوة أولى في بث روح الخشوع والتقوى في نفس الطفل ، أما الخطوة الثانية فتأتي عن طريق تعليم الصبي الخشوع في الصلاة وبيان أهميته وفضيلته التي قال عنها الله تعالى : " قد أفلح المؤمنون الذين هم عن صلاتهم خاشعون " المؤمنون 1-2 . وتلعب التربية بالقدوة دوراً كبيراً في هذا المجال ، إذ أن الطفل الذي يحاكي ويتقلد الآخرين يستطيع أن يقلد أمه الخاشعة التقية التي تعطي لولدها المثل الحي عن كيفية مخافة الله وخشيته . ج-زرع الخوف من لله ومراقبته إن غرس عقيدة مراقبة الله سبحانه وتعالى في نفوس الأبناء ، وتعويدهم على هذه المراقبة في كل الأحوال والأوقات من الأمور المهمة التي غفل عنها كثير من الآباء ، مع كون هذا الغرس في حال نجاحه يسهل على الأم مهمتها التربوية ، إذ أن إيمان الطفل بأن الله سبحانه وتعالى لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء وهو يراه في كل تصرفاته وهو سيحاسبه على كل ذنب يخالف به شرعه وعقيدته من الأمور التي تساعد الطفل على منع النفس من ارتكاب الذنب وتساعده على التوبة بعد ارتكاب الذنب ، وهذا الأمر أوضحه رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله : " الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه فغن لم تكن تراه فإنه يراك " . ومن المؤسف أن كثير من الأهل والمربين لا يهتمون ببث هذه الروح في نفسية أطفالهم ، فيرتكب الطفل أشياء محرمة في السر لاعتقاده أن أحداً لا يراه ، فيسرق الطفل ثم يكذب على أهله ويقول انه وجد المسروق في الشارع أو أن أحداً من أصدقائه أهداه إياه ، والأهل هنا ، الذين يتحملون المسؤولية الأولى في عدم غرس عقيدة مراقبة الله سبحانه وتعالى في نفوس أطفالهم ، لا يكلفون أنفسهم مهمة التدقيق والتحقيق في صحة الكلام الذي جاء به طفلهم ، بل إنهم قد يفخرون به ويعتبرونه صاحب حظ إذ وجد ما لم يجد غيره . ومن القصص التي تحكى عن مراقبة الله عز وجل تلك الحادثة التي حدثت في زمن عمر بن الخطاب رضي الله عنه عندما أصدر قانوناً بمنع غش اللبن بخلط الماء ، فحدث أن وصل هذا الخبر إلى مسامع امرأة وابنتها ، إلا ان المرأة لم تأبه لهذه الأوامر وأرادت أن تخلط اللبن طمعاً بزيادة الربح والبنت المؤمنة تمنعها وتذكرها بتحريم أمير المؤمنين لهذا الفعل ، ولما قالت الأم لأبنتها أن أمير المؤمنين ليس هنا ولن يرانا ، أجابت الابنة جواب ايمان وثقة بوجود الله عز وجل، فقالت : " إن كان أمير المؤمنين لا يرانا ، فرب أمير المؤمنين يرانا " . 2- التربية الخلقية والنفسية يقصد بالتربية الخلقية " مجموعة المبادئ الخلقية والفضائل السلوكية والوجدانية التي يجب أن يتلقنها الطفل ويكتسبها ويعتاد عليها منذ تمييزه وتعقله إلى أن يصبح مكلفاً، إلى أن يندرج شاباً ، إلى ان يخوض خضم الحياة "عبد الله علوان ، تربية الأولاد في الإسلاك ، ص1 ن ص167.. أما التربية النفسية فهي تلك التي تهتم بتربية الولد منذ أن يعقل على الجرأة والصراحة والشجاعة والشعور بالكمال ، وحب الخير للآخرين والانضباط عند الغضب ، والتحلي بكل الفضائل النفسية والخلقية على الإطلاق "عبد الله علوان ، تربية الأولاد في الإسلام ، ج1 ، ص299.. وهذه التعاريف وإن كانت تركز على أن يحسن الطفل السلوك منذ تمييزه وتعقله ، إلا أن مهمة الأهل في غرس هذه المبادئ الخلقية تبدأ في مرحلة مبكرة جداً ، حتى يصل الطفل إلى مرحلة البلوغ وقد اعتاد على الفعل الخلقي بشكل تلقائي 0 ويرتبط هذا النوع من التربية بالتربية الإيمانية ارتباطا وثيقاً ، إذ أن الطفل الذي يتربى تربية إيمانية قائمة على خشية الله ومراقبته يصبح أقدر على كسب الخلق الحسن والابتعاد عن الخلق السيء لما يعلمه من حب الله للخير وبغضه للشر. ومن طرائف ما يروى عن " تعويد السلف أولادهم على الصدق ومعاهدتهم عليه هذه القصة : يقول العالم الرباني الشيخ عبد القادر الكيلاني رحمه الله " بنيت أمري –في حين ما نشأت – على الصدق ، وذلك أني خرجت من مكة إلى بغداد أطلب العلم ، فأعطتني أمي أربعين ديناراً أستعين بها على النفقة ، وعاهدتني على الصدق ، فلما وصلنا أرض همدان خرج علينا جماعة من اللصوص فأخذوا القافلة ، فمرّ واحد منهم وقال : ما معك ؟ قلت : أربعون دينـاراً ؟ فظن أني أهزأ به فتركني ، فرآني رجل آخر ، فقال : ما معك ؟ فأخبرته بما معي ، فأخذني إلى كبيرهم ، فسألني فأخبرته ، فقال : ما حملك على الصدق ؟ فقلت : عاهدتني أمي على الصدق ، فأخاف أن أخون عهدها ! ، فأخذت الخشية رئيس اللصوص ، فصاح ومزق ثيابه ، وقال : أنت تخاف أن تخون عهد أمك ، وأنا لا أخاف أن أخون عهد الله ؟ !! ثم أمر برد ما أخذوه من القافلة ، وقال : أنا تائب على يديك ، فقال من معه : أنت كبيرنا في قطع الطريق ، وأنت اليوم كبيرنا في التوبة ، فتابوا جميعاً ببركة الصدق " عبد الله علوان : تربية الأولاد في الإسلام ، ج1 ،ص 175. . من هذه القصة نستخلص دور الأهل في زرع الأخلاق في نفسية الطفل ، وهذا الأمر لا يفعله كثير من الآباء اليوم ، بل على العكس من ذلك فقد تشارك الأم في تدمير نفسية طفلها عبر سلوكه بسلوك يؤدي إلى تشجيعه على الانحراف ، وقد قال أحد علماء التربية أن " تشكيل تصرفات أطفالنا ترجع بنسبة قد تصل إلى 85% إلى تصرفاتنا ، نحن الآباء والأمهات مع أطفالنا ، وبخاصة تصرفات الأم مع طفلها ، فهي وحدها العامل المؤثر والقيمة الملحوظة في نشأة تصرفات معينة دون غيرها " . ومن هذه الأنواع من السلوك التي يسلكها الأهل مع أبنائهم وتنعكس عليهم ضراً وسوءاً ، ما يلي : 1-تحقير الأهل للولد أمام أقرانه أو اخوته أو حتى الغرباء، والتشهير به حين ينحرف عن الأخلاق الكريمة فإذا كذب مرة نادوه دائماً بالكذاب، وإذا لطم أخاه الصغير مرة واحدة نادوه بالشرير ، وهذا التصرف يشعر الولد بالنقص وبأنه لا قيمة له وأنه حقير ، وهذا من الأمور الذي يولد في قلب الطفل إحساس بالضغينة والكره للآخرين الذين هم أفضل منه ، أو يصبح منعزلاً وحيدا يهرب من مواجهة الناس ،... إن على الأهل أن يدركوا خطر تصرفاتهم على نفسية أولادهم وأن يعملوا على استخدام أسلوب الرفق واللين في تربية الأبناء ، فيبينوا للولد الحجة التي يقتنع بها عقله الصغير أنه بتصرفه يسيء إلى نفسه وإلى غيره. 2- ذهاب رقابة الأهل على تصرفات الأولاد داخل البيت وخارجه ، فيسمحون لهم بمشاهدة البرامج التلفازية الفاسدة ، ويسمحون لهم بمخالطة رفقاء السوء ، ويدفعون بهم إلى بعض المدارس الأجنبية التي لا تقيم للقيم الأخلاقية المعهودة في الشريعة والعادات وزناً ، ويأخذون بأيديهم إلى السينما ليشاهدوا الأفلام الغرامية أو البوليسية ، وهي تفسد أخلاق الكبار فكيف بالصغار ، ويضعون بين أيديهم المجلات الماجنة التي تتاجر بالغرائز وتشجع على الإجرام د. مصطفى السباعي ، أخلاقنا الاجتماعية ، ص160.. 3- تفضيل ولد على آخر من أهم العوامل التي تعين على انحراف الولد وهذه المفاضلة قد تكون في العطاء أو في المحبة أو في المعاملة ، مما يؤدي إلى توليد إحساس الحسد والكراهية ويسبب الخوف والحياء والانطواء والبكاء ، وهذا الأمر حذر منه رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما قال : " ساووا بين أولادكم في العطية "الطبراني . 4- تدليل الولد الدلال المفرط مما يولد عنده الإحساس بمركب النقص وتفقده الرجولة والشجاعة في المستقبل ، ويصبح ضعيف الثقة بنفسه ومتخلفا عن أقرانه . 5- سؤ تصرف الأم في بعض الأحيان عندما تشجع ولدها على الانحرافات ولا تقومها مثل انفعال الخوف ، فتخوف الأم أطفالها بالبعبع والضبع والحرامي واليهودي والجني والعفريت " فينشأ الولد جباناً رعديداً يخاف مما لا يخاف منه ، ويخشى ما ينبغي أن يقدم عليه ، ، وأشد ما يغرس الخوف والجبن في نفس الطفل الجزع إذا وقع على الأرض فسال الدم من وجهه أو ركبته أو يده ، فتلطم الأم صدرها بيدها وتصرخ وتطلب النجدة فيزداد الطفل بذلك بكاء ، ويتعود الخوف من رؤية الدم أو الشعور بالألم ، وخير من هذا أن تبتسم الأم وتهدئ روع ولدها وتشعره بأن ما حصل له أمر بسيط وأنه معرض لمثل هذا فيما يستقبل من الأيام "د. مصطفى السباعي ، أخلاقنا الاجتماعية ن ص160. 6- فقدان الطفل لقدوته ، إذ أن التربية الفاضلة يجب أن تكون بالقدوة الحسنة والأم التي تربي أطفالها على الصدق وتكذب عليهم أو تأمرهم بالكذب في بعض المواقف خاصة عندما يسأل عنها زائر لا تريد رؤيته ، تفقد أبنائها ثقتهم بها وبأقوالها ، وتضعف عند الطفل جانب التأثر بنصائحها ومواعظها . ومما يروى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم عن عبد الله بن عامر رضي الله عنه قال : دعتني أمي يوماً ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم قاعد في بيتنا ، فقالت ، ها تعال أعطك ، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم :" ما أردت أن تعطيه ؟ قالت : أردت أن أعطيه تمراً ، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم : أما إنك لو لم تعطيه شيئا كتبت عليك كذبة " رواه أبو داود . فليعلم الأهل أنهم مسؤولون مسؤولية تامة عن تربية أبنائهم داخل البيت فانحراف الأبناء في الكبر إنما يعود إلى الصغر ، قال الدكتور مصطفى السباعي : " نحن المسؤولون عن انحراف أبنائنا وبناتنا إذا أصررنا على انتهاج الأساليب الحاضرة في بيوتنا مع أولادنا ! نحن المسؤولون عن كذبهم في المجتمع إذا شجعناهم على الكذب في طفولتهم أو قسونا عليهم في العقوبة عليه حتى جعلناهم لا يخجلون منه ، ونحن المسؤولون عن سرقاتهم إذا نحن ابتسمنا لسرقاتهم في طفولتهم ، أو عاقبناهم بالعقوبة البالغة التي لا يطيقونها فندفعهم إلى التمرد والشقاوة دفعا ... ويروي الدكتور السباعي حادثة حصلت في إحدى المحاكم حيث حوكم سارق بعقوبة قطع يده "فلما جاء وقت التنفيذ قال لهم بأعلى صوته – قبل أن تقطعوا يدي اقطعوا لسان أمي – فقد سرقت أول مرة في حياتي بيضة من جيراننا ولم تطلب إلى إرجاعها إلى الجيران بل زغردت وقالت : الحمد لله لقد أصبح ابني رجلا .. فلولا لسان أمي الذي زغرد للجريمة لما كنت في المجتمع سارقا" . مصطفى السباعي ، أخلاقنا الاجتماعية ، ص162. . ***منقووووول***
__________________
واخـــــــــــضــــــــع لا مـــــــــك وارضــــــــــهــــــــــا فـــعـــــقو قــــهــــــــا إحــــــــــدى الكــــــــبـــــــــــر |
يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 زائر) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|