شدو الجمال

عادات الزواج عندنا كانت بسيطة بساطة الحياة والناس زمان. يتم الطلب والقبول. ثم بعد ذلك تأتي الجمال لتحمل المتاع البسيط . الذي رغم بساطته لا يغفل شيئاً من مستلزمات الحياة اليومية لعروس جديدة . كنا صغاراً نراقب كل شيء . حتى خطوات الجمال وهي سائرة ، وصوت قلاقلها (أجراس صغيرة) كانوا يعلقونها في أعناق الجمال( أعتقد أن هذا من ناحية شرعية لا يجوز)
المهم صوت القلاقل في أعناق الجمال وهي سائرة .والنساء من خلفها والعروس قد توسطت أقاربها وهي ترتدي مسفعاً أخضراً في الغالب ، (وكم من عروس تزوجت خارج القرية تمنت أن يكون نصيبها داخل قريتها ، ولكن إرادة الله فوق كل إرادة). ثم يكون أثناء المسير قصائد الثناء على أهل العروس ، والسلام على أهل البيت الجديد...وأن يجمل الله حالهم...ومن هذه القصائد لازالت ذاكرتي تحمل هذا البيت:
(سلام مني عليكم والثنية سلامي... الله يخلف على أهلك يا حسين المقامِ)
أما الآن أترككم مع هذه القصيدة التي أرجو أن تنال استحسانكم

شدوا الجمال
وحملوا
أخذوا المتاع
إلى بعيد
(وقلاقل) الجمل
المزين
لا تكف ولا تريد
وبعقلها اختلطت
أمور
وفوقها همٌ وليد
ودموع عينيها
ترقرق
تحت مسفعها
الجديد
ووصية الأم
الأخيرة
ضيعتها
في القصيد
مابين أصوات
الدفوف
وبين ترديد النشيد
قد فارقت
أترابها ومضت
إلى البيت الجديد
وتلفتت
فإذا حصون الدار
تشرق من بعيد
فكأنها أيدٍ تلوح
وداعها شيءٌ
أكيد
هي قد أرادت
غير أن الله
يفعل
ما يريد


محمد سعد الكريمي .....جده.........15/8/1427 هـ