الأمريكيون .. لهم فيما يفعلون مذاهب ..

السلام عليكم ورحمة الله وركاتة

الأمريكيون .. لهم فيما يفعلون مذاهب .. فبعض إعلاناتهم توجه للأغبياء فقط .. وبعضها الآخر للأذكياء .. وأخر إعلاناتهم تزيين منافع(الراحة الأبدية) في قبور مريحة فارهة تضاء بالكهرباء وتزرع فيها الرياحين .. كل ذلك طبعا .. لراحة الميت وشعوره (بالنشوة) في قبره .. ولا دخل للدولار ورنينه في كل ما يجري ..
***
يقول الرسول العظيم أن القبر إما روضة من رياض الجنة .. واما حفرة من حفر النار.. وقد قصد الرسول عالما آخر غير العالم الذي نعرفه بالمجهول وليس المحسوس .. واراد أن يعطي الناس أمثولة في العمل وليس ما تراه العين .. وتبسيطا .. فان القبر روضة من رياض الجنة إن كان عمل الميت صالحا .. وحفرة من حفر النار إن كان عمله طالحا .. وهو حث مباشر على ان يفعل الإنسان طيبا .. حتى يكون قبره طيبا ..
وتقول شركة ( سو أند سو ) الأمريكية .. أن مواصفات القبر الذي ( اخترعته) يوحي بأنك تعيش في الجنة رغم عملك السيئ .. فهناك ( لمبة ) يرفسها الميت بقدمه فتشعلل الاضواء وتصدح الموسيقى بنعومة الطيوف ورائحة البنفسج .. مما يجعل الاموات الاخرين ممن لم تصلهم هذه التكنولوجيا الى المبادرة بالسهر لدى الميت (التكنولوجي) .. وبالتالي يرفعون عنه الملل والسآمة .. وربما لعبوا الكوتشينة معا .. وهناك ( زر ) آخر يعمل بالتصفيق .. فما ان يصفق الميت حتى تتسرب اليك قنوات التلفزيون الامريكية تتحدث عن آخر احداث الحروب والكارتون وآخر اخبار المسارح والمتاحف والرئيس الامريكي .. ويغلق التلفزيون (الالي) بالتصفيق ايضا .. وهناك تكنولوجيا التدفئه .. فقد اخترعت الشركة خيوطا بلاستيكية موصلة للكهرباء تنتشر في كفن الميت .. تعمل بالبطارية التي تشحن تلقائيا .. فما ان يشعر الميت بالبرد حتى تعمل الاسلاك تلقائيا فتدفىء الميت وتبعث فيه الشعور بالنشوة .. فان زادت الحرارة توقف الدف اوتوماتيكيا ..
ويستطيع الميت وفق هذه التكنولوجيا ان يستحضر صورة زوجته( هذا ان كان يحبها قبل الموت)أو احد احبائه .. ففي اعلى الكفن شاشة بحجم شاشة الكمبيوتر الصغير تخزن فيها مجموعة من الصور تعمل طيلة اربع وعشرين ساعة دون انقطاع .. وتتوقف هذه الصور عندما يغمز الميت بعنيه اليمنى .. اما ان غمز باليسرى فسينهمر الى فمه شلال من النبيذ المعتق قبل تناول وجبة الغداء او العشاء .. كل ذلك مقابل خمسة وثلاثين الفا من الدولارات فقط لا غير .. دفعة واحدة وليس بالتقسيط .. اما عن السبب في انها دفعة واحدة فان الشركة التي تستقبل الجثث ( باحترام ) لا تستطيع أن تحصل المبلغ من الميت او تسجل على تقريره المالي ما يفيد انه لم يدفع .. ذلك ببساطه .. أنه ميت !!
وتقول الشركة في دعاياتها الورقية الملونة ( التي لم توزع بعد ) موجهة كلامها (للزبائن) .. افعل ما تشاء في الوقت الذي تشاء .. ولا تصدق مقولة : اذا لم يكن ما تريد فارد ما يكون .. نحن نضمن لك حياة مريحة حتى يوم الحساب .. فنحن مستعدون لان نضع قرب قبرك اثنان من عتاولة ( المارينز) يحمونك من عنت الحساب .. وسيظل الحراس قرب قبرك حتى تتحول عظامك الى تراب .. عندها فقط يترك الحراس اماكنهم .. وتتساءل الدعايات الملونة .. ماذا ستفعل الملائكة اذا تحول جسدك الى تراب .. هل يحاسبون التراب ؟؟
وأطرف ما تقوله الشركة .. انها يمكن ان تعيدك الى الحياة بعد مائة سنة .. اذا دفعت مائة الف دولار مقدما .. وتضيف : كل شىء في امريكا يتم بالواسطة والرشوة .. والشركة مستعدة ان ترشو ( أطباء ) الملائكة لكي يعيدوك الى الحياة في التاريخ والوقت الذي تريد بعد ان تكمل السنة المائة .. كل ذلك بواسطة ( الاستنساخ ) .. وهذا يقتضي من الميت ان يوافق قبل ان يموت على الاحتفاظ بعينة من (عصعوصه) لدى الشركة لاستنساخها بعد مائة سنة تحسب منذ يوم وفاتك ..
اما لماذا مائة سنة .. وليس في الحال .. فذلك لأن اجيالك كلها سوف تموت حتما .. فلا يتعرف احد اليك ان بعثت الى الحياة .. وهكذا تبدأ حياتك من جديد .. وربما اصبحت رئيسا للولايات المتحدة الامريكية .. او مساعدا له .. او قائدا للعمليات الحربية في العراق .
كل ذلك مقبول في ظل ما يحمله الاغبياء من افكار تصدق كل شىء .. اما الاذكياء فيقولون : يا أخي كل ذلك جيد .. ولكن كيف يستطيع الميت التصفيق او الغمز بعينه اليمنى او اليسرى في وقت لا يكون فيه قادرا على الحركة بسبب موته ..
وترد الشركة بعقلانية : حسنا .. نحن لا نريد تحميل الميت جهدا في تشغيل (التكنولوجيا ) الحديثة في قبره .. وانما ستراقب عمل الاجهزة من خلال (غرفة كونترول) في الشركة يمكن ان تدير كل شىء عوضا عن الميت .. وتربط اعضاءه الميتة بريموت تحركها كيفما تشاء وحيثما تريد .. وهكذا اجابت الشركة على سؤال ( الاذكياء )
بقي أمر واحد .. هذه المقابر ذوات النجوم الخمس .. سوف تبدأ في تعميم تكنولوجيتها في العقد القادم .. وسوف تنشر اعلاناتها على مدار العالم .... ولله في خلقه شئون

منقول.......