دبدوب الحبوب (مسرحيه من فصل واحد) رأيكم .

[align=right:be9360959f]دبدوب الحبوب
مسرحية من فصل واحد
(يفتح الستار على المشهد التالي عبارة عن غرفة جلوس تحوي بعض الأثاث – طقم كنب بسيط ــ تحف مزهرية)
يظهر في الغرفة شخص يدور ويسأل نفسه بصوت عالي يظهر في نبراته الغضب.
ــ أين هو ؟؟؟أين ذهب؟؟؟لماذا تأخر إلى هذا الوقت ؟ إنه دائما ًالأول على سفرة الطعام ــ أما عند إعداده وطهيه فلا أثر له (ثم يحتدم غضباً ويصرخ) ولكن هيهات أن يأكل شيئاً بعد اليوم إذا لم يشاركني إعداده.
( يدخل شخص الغرفة واضعاً يده بمنديلٍ على إحدى عينيه وهو يتأوه متألماً)
 الأول : (يصرخ بغضب) أين كنت يا وليد ؟ هل فقدت المنزل؟ ( ثم يهز كتفه) أم فقدت عقلك؟
 وليد : ( يدفع الشخص الأول بعيداً عنه ) ابتعد عني يا حسام في هذه الساعة (يرمي بنفسه على أقرب كرسي وهو لا يزال يتأوه ويمسح عينه بالمنديل) ويواصل الكلام....هل نسيت يا حسام أنني البارحة لم أنم من ألم عيني .
 حسام :آه آه تذكرت الآن ...وماذا قال لك الطبيب.
 وليد : أي طبيب ؟
 حسام : ( بسخرية ظاهرةٍ ) الطبيب الذي يذهب الناس إليه إذا أحسوا بألمً أو مغصٍ....أو إسهال.
 وليد : ( ببرود ) ولكني لم أذهب إلى طبيب .
 حسام : (بتعجب) وأين ذهبت من الصباح إلى منتصف النهار الآن (هــــــاه ) أخبرني.
 وليد : ذهبت إلى عم صالح وبعد ذلك ذهــبـ.....(يقاطعه حسام بتعجب واستغراب)
 حسام : عم صالح!!! من عم صالح هذا؟؟؟؟
 وليد : وهل يوجد في حيّنا غيره .عم صالح يا شيخ.
 حسام : الذي يعالج الحيوانات !!
 وليد : نعم هو .
 حسام :ولماذا ذهبت إليه ؟؟؟
 وليد : لكي يداوي عيني .
 حسام : ( بغيضٍ شديد يصرخ فيه) ولكنه يداوي الحيوانات .
 وليد : ( يتصنع الفهم) وماذا في ذلك . أليست الحيوانات مثلنا .لها عيون مثلنا . هل تختلف عنَّا ؟؟
 حسام : ( بحنق شديد ) نعم تختلف عنّا .
 وليد : هذا ما قاله عم صالح بنفسه أيضاً...ولكنني أصررت على أن يعالجني.
 حسام : ( بحيرةٍ ) وماذا بعد.؟
 وليد : أعطاني مادة كالعجين وقال ضع هذه ( اللبخة ) على عينك .
 حسام : يا سلام ...وماذا عملت حضرتك .؟
 وليد : وضعتها على عيني .
 حسام : وما ذا حصل .؟
 وليد : ماذا حصل أوه ماذا حصل!!!! كأنني وضعت جمرةً ملتهبةً على عيني ...فصرخت من الألم صرخة أحسست أن أهل الهند سمعوها.
 حسام : يا مبالغ...الهند!!!!
 وليد : وأخبروا عنها الصين.
 حسام : لا تبالغ.
 وليد : لو أحسست بألمي لسمعوا صراخك من اليابان.
 حسام :المهم ماذا فعلت بعد ذلك .
 وليد : غسلت عيني بالماء .
 حسام :وهل ذهب الألم ؟
 وليد : قليلاً (ثم بغضب ) غير أنني غضبت على عم صالح كثيراً ...ولذلك قررت.
 حسام : وماذا قررت يا أفندي؟
 وليد : أن أشكوه للشرطة .
 حسام : للشرطة !!!!
 وليد :نعم .ونفذت قراري ....ولكن.
 حسام : ولكن ماذا .؟؟
 وليد : عندما شكوته للضابط قال ( محاولاً تقليده في الكلام) وماذا تريدني أن أفعل لعم صالح (هاه )وأنت تعلم قبل الذهاب إليه أنه يعالج الحيوانات ..لا البشر. ثم قال الضابط...( ثم يصمت قليلاً)... لا داعي لذكر ما قال.
 حسام : ( بإلحاح ) ماذا قال الضابط ؟
 وليد : قلت لك لا داعي لذكره.
 حسام : (بصرامة ) بل يجب أن تخبرني به.
 وليد : (بتردّد) لقد قال الضابط (لو لم تكن حماراً لما ذهبت إلى عم صالح )
 حسام : ( ينفجر ضاحكاً)
 وليد :ما شاء الله . فرحان أنت بهذا الكلام.
 حسام : ( مواصلاً ضحكه ) وهل هناك طرفة أحلى من هذه .
 وليد : ( يتجه نحو المطبخ ) ويشم أين الطعام أنا لا أشم رائحة.
 حسام : ولكن ليس هناك طعام حتى تشم رائحته .
 وليد : ( باستغراب ) ألم تعدّ الغداء .؟
 حسام : ( بسخرية ) لا لم أعد الغداء .
 وليد : محسومٌ من مرتبك ثلاثة أيام.
 حسام : وهل أنا أشتغل عندك حتى تحسم من مرتبي .اسمع كلامي ...من الآن فصاعداً إذا أردت طعاماً فعليك أن تساعدني ...لقد مللت العمل لوحدي .
 وليد : ( باستعطاف ) ولكني لا أعرف.
 حسام : ساهم بأي شيء ...أمّا أن تتركني وحدي فلتنسى ذلك من اليوم.
 وليد : طيب نبدأ هذا النظام من بكره.
 حسام قلت من اليوم أعني من اليوم.
 وليد : حسناً ماذا ستطبخ...أقصد ما ذا سنطبخ .
 حسام : فكر معي .
 وليد : أحسن شيء أفكر فيه هو الأكل.
 حسام : فكر معي.... قلت لك .
 وليد : ( متذمراً) لا أستطيع أن أفكر وأنا جائع.
 حسام : ما رأيك بالدباء .
 وليد : الدباء .؟
 حسام : نعم الدباء ...لا تقل لي أنك لا تعرف الدباء .
 وليد : وماذا قالوا لك ..أحمقٌ أنا !!! طبعاً أعرف الدباء.
 حسام : حسنٌ أيها الذكي اذهب وأحضر لنا دباء يكون غضاً وطرياً .
 وليد : وتشترط أيضا .. غضاً وطرياً...ما شاء الله قل يا مسهل .
 حسام : يا مسهل ...سأكون في انتظارك في المطبخ فلا تتأخر( يخرجان كلاً من ناحية في المسرح...وبعد قليل يظهر وليد وهو يحاول إدخال شخص آخر إلى المسرح)
 وليد : أدخل يا أخي لا تخف . (يدخل شخص سمينٌ جداً)
 السمين : ولكن ماذا يريد مني صديقك ؟
 وليد : لا أدري كل ما قاله لي أحضر لي (دباء ) وأنت ماشاء الله عليك عز الطلب (يتجه ناحية المطبخ ويصيح....حسام ....حســــــــام .
 حسام : (يرد عليه من الداخل) نعم ماذا تريد ؟
 وليد : الدباء في البيت .
 حسام : وماذا تنتظر تعال وخذ السكين وقشره .
 وليد (يلتفت إلى الجمهور وقد جحظت عيناه ) أقشره.؟؟
 حسام : نعم قشّره أم تريد أن تأكله بقشره!!!
 وليد : ( يكلم نفسه وهو يدور حول الفتى السمين) ومن أين يُقَشَّرُ هذا ثم يصيح بحسام : من أين أبدأ؟
 حسام : من الرأس .
 وليد : (يكشف عمامة الفتى السمين الذي بالصدفة يكون رأسه محلوقاً على الصفر) فيصيح بحسام : رأسه مقشّرٌ جاهز.
 حسام : كيف؟؟؟؟
 وليد : إذا لم تصدقني تعال وشاهد. ( يدخل حسام فيفاجأ بالفتى السمين )
 حسام : ما هذا ؟؟؟
 وليد : الدباء الذي طلبت . ألم يعجبك (حسام يحاول أن يعتذر إلى الفتى السمين ) .
 حسام : عفواً يا أخي يبدوا أن هناك من التبس عليه الأمر.
 السمين : لبس أم غير لبس لن أخرج من هنا حتى أتغدّى (يجلس على الكرسي)
 حسام : معك حق ...معك حق (ثم يلتفت ناحية وليد ...ويواصل كلامه ) انتظر حتى أذبح لك هذا الخروف ( ويطارد وليد في جوانب المسرح... ووليد يحاول الهرب منه) ...ويغلق الستار[/align:be9360959f]
ملاحظه : هذه محاولة أرجوممن لديه هواية في الكتابة المسرحية أن لا يبخل علينا بها كما أرجو من الأبناء الذين يهوون التمثيل المسرحي موافاتنا برغباتهم إستعدادا للصيفية القادمة بإذن الله .