حديث الدهر يخـــــــبرنا شجونا
ويبكي اليوم حــــــــال المسلمينا
ويدلف في غيا هبــــــهم ليروي
حديث الصدق بالصوت الحزينا
أملّ القوم من تكرار مـــــــاضٍ
فباتوا للتغرّب طامحـــــــــــينا
تناسى القوم ما كانوا وأمســــوا
لدنيا الغرب عدواً مســــــرعينا
كأنا لم نكــن يومــــاً أضــــــأنا
بنور الحـــــق جُـــــلّ الخافقينا
وما كانـــت مآذننـــــا تـــــردِّد
نداء الحق في (الفردوس)*حينا
تراقصـــنا مـع الأنــغام ليــــلاً
إلى وقــت الأذان ومــا دريـــنا
وعاقرنا الــهوى حتى سكـــرنا
وردّدنا الغنــــاء مرجّـــــعيـــنا
أيـــا (عَمْراً)*إليــك اليوم عنــي
ودعنــي من حديــثك والســنينا
فقومي لن يروا فيـــه جــديــــدٍ
ويــحلو غـــير خمـر الأندر ينا
إذا بلــغ الفطــام لــكم رضــيعاً
تــخِــرُّ لــه الجــبابر ساجــدينا
ونحن إ ذا الفطام أتى رضــيعاً
مـلأنــا قلبــه خــوفاً مــهــيـــنا
لينـــشأ بعـــد ذلـــك لا يبــــالي
أضاع القدس أم صحراء سيـنا
وقلَّــدنا الخـــروف بجـــلد ليثٍ
لنــبعد عــنه نـاب الآكلــيـــــنا
وقلــنا يــا خــرا ف إذا أتــاكــم
عــدوٌ فالــزئــير لــكــم مــعينا
خــرافٌ فــي (أهــاب)*الليث لكن
إذا ثــغت الخــراف سيفضحونا
تــولينــا العــدو يــذود عــنـــهم
وقــلنــا أصــدقاءٌ صــادقــونـــا
وقومــك أوردوا الرايات بيـضاً
وردوهـــن حــمــراً قــد روينـا
وقومي أوردوا الرايـات بيضـاً
ونصـدرهنّ سـوداً قــد طُلــينـا
بــُلــينا مثلــــما أنــتم بُــلـــيتـم
بــأوبــاشٍ تــعدّوا الطامــعينـا
لــهم فـي كل مــوقــعة أيــادي
تخذّل في صــفوف الطامحينا
وقلتــم بالتــفاخــر والتــحــدي
ألا لا يــجــهلاً أحــداً عــلــينا
ونــحن اليــوم أيقــــاظٌ نــيــامٌ
بجهلٍ فــوق جــهل الجــاهلينا
وقومك يشربون الماء صــفواً
ونشـرب بعـدكم كدرا وطيــنا
أيــا عمراً ولــو شــاهدت ذُلاً
يســربل أخمــص الأقدام فينا
لقلــت بكل غيــضٍ فيــك عنّا
بــطون الأرض أرحم واليقينَا
* الفردوس = الإسلامي المفقود.
* عمرو بن كلثوم = صاحب المعلّقة الشهيرة.
* أهاب = جلد الليث .