برعاية الأمير خالد الفيصل أمير منطقة عسير وبحضور مدراء الإدارة الحكومية وأدباء المنطقة ورجال الأعمال عقد سموه لقاءً مفتوحاً بمسرح المفتاحة لمناقشة مشروع منطقة عسير التنموي 20-30... وقد فاجأ الجميع الاستاذ حسن بن محمد مخافة العسيري .. بإلقاء كلمة مختلفه عما تعوده الأمير خالد الفيصل في مثل هذه المحافل من كلمات تتصف بالتزلف والمدح وقلب الحقائق ...
ياصاحب السمو
عندما نتشرف بلقاءكم نرتدي أغلى الثياب.. ونتضمخ بإزكى العطور .. وننتقي أجمل الكلمات لمدحكم .. والثناء على مجهوداتكم . . وبمجرد الغياب عن أنظاركم .. والإبتعاد عن مدى سمعِكم .. تنقلب المدائح إلى ملحمات هجاء.. ونبداء في التذمر من رداءة المشاريع وسؤ الخدمات .
وعلماء الدين يقولون أن هذا نفاق .. وعلماء الإجتماع يقولون أن هذا إحباط إجتماعي .. وعلماءالنفس يصنفونه كمرضٍ نفسي يسمى(إزدواج الشخصية) .
وقد تربينا على هذا منذ الصغر وحِكمُنا وأمثالُنا تثبت ذلك...
((آفتي معرفتي راحتي ماعرف شي ... فم ساكت مايدخله ذباب... يكفيك بالهم شفقان القلوب )).. وهكذا.
وجميع المشاريع التي سبق الإعلان عنها .. والتي تم الإعلان عنها .. وماسيتم في المستقبل ليس لها أي قيمة تحت وطأة الإنهيار الإنساني .. والخلل الإجتماعي .. والفساد الإداري .. فيجب أن نغير من طبائعنا حتى يتطابق سرنا مع علننا.. ويجب أن نتعاون للقضاء على الفساد لتصرف المبالغ المعتمدة على المشاريع المعلنة.
وقد تولدت لدي قناعة بإن الصدق مع ولي الأمر هو قمة الوطنية وسنام الإنسانية ..
فعندما قلتم أمام خادم الحرمين أن طرق المنطقة تماثل طرق اوروبا...سمعتم الكثير من الثناء ولكن الحقيقة أننا كنا نقول في مجالسِنا أن هذا التصريح إستخفاف بعقول أبناء المنطقة واحتقار لمشاعرهم...صحيح أن طرق الجنوب تتفوق على طرق أوروبا في النفقات...ولكنهاتتفوق أيضاً على طرق جيبوتي في الحفر والمطبات.
أهالي المنطقة يتذمرون من سؤ الخدمات الصحية .. ويكفي أن ننوه بإن ثلاجة الموتى في مستشفى عسير .. أكبر من قسم العناية المركزة .
صحيح أن المدارس أنتشرت ..!! ولكن لاتوجد مدرسة مثالية من المدارس الحكومية .. ويكفي أن تعلم ياسمو الأمير أن المباني المدرسية المستلمة خلال العام الحالي .. أصبحت بحاجة إلى ترميم ..
وهناك مبنى أعتمد له ثمانية ملايين صرفت للمقاول الأول ونفذه المقاول العاشر بمليون وثلاثمائة ألف بعمالة مجهولة.
وجامعتنا العملاقة لازال طلابها يتلقون محاضراتهم في الهناقر... وحجر الأساس الذي وضعه خادم الحرمين عام 1419هـ لاندري أين أختفى.
وبناتنا ياصاحب السمو(في الكليات العلمية والأدبية) يدرسن في دهاليز شبيهة بحضائر الحيوانات.
وعندما تسلب حقوقنا وتهان كرامتنا من الجهات الحكومية المعنية...نتوجه إليكم بالشكوى طلباً للإنصاف...ونفاجأ أن شكوانا أحيلت للجهة(الخصم) .. ليبرروا مواقفهم ويؤكدون لسموكم أننا كذابين( بالمشعاب) .. مع أن هناك أوامر سامية تنص على عدم إحالة الشكوى للجهة المعنية بها.. وقد بني عليها تعميم من سموكم الكريم .. ( وقد حصل هذا الأمر معي عدة مرات آخرها قبل عدة أيام )
ونحن نعيش في صراع مع الشكوك التي تحاول أن تهيمن علينا لتثبت لنا أن سموكم على علم بما يُمارس علينا من إسقاطات على مدار الساعة...ويرى الحفر والمطبات ويعلم عن المشاريع الوهمية والسرقات ... وبين حسن النوايا التي تؤكد لنا أن حفيد عبد العزيز وإبن فيصل لايمكن أن يتهاوى إلى هذه المستويات.
إذا كانت الأموال التي تصرف هبات أو صدقات فلهم الحق بصرف مايشاؤن والإحتفاظ بما يشاؤون...أما إذا كانت موارد وطنية مستحقة لكل من ينتمي لهذا الوطن...فلكل مواطن مطلق الحرية ليطالب بحقوقه ويحاسب كل من يتلاعب بها.
لقد عشنا سنوات من الإهمال...وقذفنا بإبنائنا إلى غياهب الضياع...ونتمنى لإحفادنا بصيص أمل من السعادة المرتقبة في ظِل هذه المشاريع الجبارة.. ونناشدكم ياصاحب السمو العمل على تنقية الأجهزة الحكومية التي تتبع لكم من كل مختلس ومرتشي .. ومتكبر على عباد الله .. فلن يعفيكم الله من المسئولية ... ولن نعفو عن من أضاع حقوقنا وسلب أموالنا وتلاعب بمصالحنا ...ودمر مستقبل أبنائنا.
والدوائر الحكومية (العائلية) خير دليل على إحتكار الوظائف لغير المؤهلين ...والقذف بالمؤهلين إلى المقاهي
يادايم السيـف أنيابٌ تمزقُنا***وأصبح القط يلهو في حمى الأسدِ
فهـل نعيـشُ أذلاءً بموطنـنا***نمشي الهوينا كمشي الغيدبالهجـدِ
وهل نقول لكـذابٍ صدقـت لنا***ونترك الحقد يفني الناس بالبلـدِ
كرامة الناس جـزءٌ منكـمُ أفلا***جعلتم الرأس مرفوعاً إلـى الأبـدِ
حسبنا الله وكفى...حسبنا الله ونعم الوكيل.
ابها21/3/1428هـ
حسن محمــد مخافــة العسيري
(0503755515)