القربة ...برَّادة الماء القديمة

[align=justify:670729db73]تصنع من جلد الماعز المدبوغ جيدا . وهناك من يجيد صنعها ثم يجلبها إلى سوق السبت ليبيعها ، لا أستطيع أن أذكر لكم الثمن الذي كانت تباع به القِرَب ، ولكن حتما الثمن زهيد مقارنة بالجهد المبذول في الصناعة ، ولكن هذا كان حال الناس ، البساطة واليسر في المعاملة ، ثم بعد الشراء يأخذ المشتري القربة إلى بائع القطران ليبيعه كمية القطران اللا زمة للقربة، ويضعه فيها (أي في القربة) مباشرة ، ثم تربط وتحمل إلى البيت ، وتفرش على الأرض ، ويظلون أهل البيت يطئونها بأرجلهم والقطران داخلها يذهب هنا وهناك ، حتى تتشبع القربة بالقطران ، وبعد ذلك يملئونها بالماء، ويبقى الماء فيها أياماً ، ثم يفرغونها ويبدلون الماء وهكذا حتى يذهب القطران ولكن يبقى طعمه واضحاً (أي القطران)..وتتحول القربة شيئاً فشيئاً من لون الجلد المدبوغ(البني الفاتح) إلى اللون الأسود المعروف ، وقد كنت صغيراً يعجبني أن أفك الوكاء (الحبل الذي يربط فيّ القربة) وأشرب من فم القربة مباشرة، وأتعجب عندما ينهروني الأهل عن الشرب من فم القربة ، وبعدما كبرت وتعلمت علمت أن المصطفى صلى الله عليه وسلم نهى عن الشرب من فيّ القربة . وسبحان مغير الأحوال أصبحت الآن تراث تزين الميادين وإذا مر الطفل مع أبوه في السيارة وسأله : وش هذي يا بابا؟؟ فيجيب الأب ، قربه يا ولدي ..قربه، فيسأل الصغير ثانياً ، وش فائدة القربة يا بابا؟؟ ، فيجيب الأب كنا نملأها ماء ونشرب منها..مثل البرادة الآن ، فيقول الصغير من هذي كنتم تشربون!!!!.فيجيب الأب نعم يا ولدي من هذه كنا نشرب ، فيكون آخر كلام الصغير....(وع عليكم)... وينتهي النقاش بين جيلين [/align:670729db73].
ملحوظة: حاولت أن أضيف صورة القربة للتوضيح فما استطعت .لو يتكرم أحد الأعضاء الكرام بإضافتها أكون لله ثم له من الشاكرين.