الحب وما أدراك يا فتى ما هو الحب .. يكفي قولاً في الحب أن النبي الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم فيما رواه أنس بن مالك رضي الله عنه ، قال : ( لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه ) رواه البخاري ومسلم - أو كما قال عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم .
إن تلك المشاعر النبيلة كالحب وتداعياته من العطف والشفقة والإحسان والتعاون و ... التي أودعها الله جل في علاه في قلوبنا للأسف وأقولها بمرارة كثيراً ما ننحرف بها عن مكانها من الإيمان ومكارم الأخلاق فيما بيننا حال الرضا والخصام , وزيادة تطويعها لخدمة أنانيتنا الموغلة في الاستئثار بكل ما يشبع سطوة غرور نفوسنا , مع أن الإيمان بالحق سبحانه وتعالى يتطلب أن يكون كل الحب تجاه النفس والمال والأهل والحياة مناصفة بيني وبينك أخي ، بيني وبينك أختي ؛ طمعاً في بلوغ تلك الدرجة من الإيمان النقي الصافي . أليست الجنة ونعيمها مبتغانا ؟! .
بصراحة أكثر : كم نحن محرومون من تصريف مشاعر الحب في صورها الصافية لما يقربنا من خالقنا العظيم , وكم نحن بؤساء لتسولنا الحب من القريب والغريب طمعاً في رده علينا بأي صورة تشبع أنانيتنا المتكومة بين طيات أفكارنا وأفعالنا , وكم نحن مساكين لأننا أمة مسكونة بالشعر والنثر ولم تفلح في بلوغ أدنى مراتب الحب , وكم نحن ... أحسن أتوقف هنا , فالمصيبة أكبر من حب نعرفه جيداً ، ونملكه منه الكثير ، ونسيء توزيعه عمداً !