الكلام سهل جداً ... وكم يأخذنا هذا الكلام المندلق حسب الموقف كالدش الساخن أو البارد من بين شفائفنا الحلوة المكتنزة تجملاً أمام بعضنا البعض إلى أبعد ممّا نتخيل من الكذب والتحايل على النفس في الكثير من أمور حياتنا اليومية التي نعيش مشاهدها كأي ممثل محترف .. ومسرح الحياة دائماً هو المحك الحقيقي لشخصياتنا ومدى إقناعنا في القيام بأدوارنا .. ولنتأمل البر بالأم أو الأب ( مثلاً ) .. تلك الهدية من الحق جل في علاه لكل واحد منّا رزقه الله تعالى بوالدين كانا يصارعان من أجل البقاء لرعايته وتسمينه إن كان وحيدهما المفضل أو مع إخوته وأخواته كأي والدين يفجعهما شوكه ( نعم ) شكوه طعنت صغيرهما , وقد يكون كهلاً , إذ تجدهما يتمنيان افتداءه بالروح , وينسيان نفسيهما , وآلامهما , وتجاعيد الزمن على وجهيهما لكي تستمر حياته الزوجية وصغاره بينهما وإن قل أدبهما معهما , وزيادة يرجوان خالقهما بكل إيثار منهما أن ينعم بما قد يتركانه وراءهما من الأراضي والبيوت , مع أن كل ذلك لا يساوي ذرة أمام قول ( أفٍ لهما ) .
بصراحة أكثر لا تلتفت لكلام الناس في علاقتك بوالديك أو أحدهما , إذ يكفيك علم من خلقك مضغة .. وقبل ذلك صدقوني لا أقصد أو أعني أحداً بعينه ... إلا أن الأمر مفجع وموجع ومنذر بالعقوبة الإلهية ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ... وأدعوه سبحانه وتعالى ألا يفجع أحدنا في بر والديه قبل موتهما حال قوتهما وضعفهما .. وأن يتلمس كل واحد منا تلك الأنفاس المكدودة من أجله قبل أن تكده أنفاسه ولا يجد لها مخرجاً , فكل القصص والعبر والحكاوي التي نلوكها في برهما ويسعدنا تداولها بيننا , يحكم لك فيها أو عليها دورك على مسرح الحياة , فالممثل والمخرج والكومبارس أنت وحدك .. فأي دور اخترت يا بطل ؟!