بسم الله الرحمن الرحيم
مطويات من تحت الباب (الثامنة)
• في لحظة حزن عميق يشطر القلب إلى نصفين , نصف مزدحم بالحاضرين فيه اليوم , والنصف الآخر ضربت عليه بسور يتوسطه باب قفله ضبه ومفتاح , حتى إذا استبد بي الحنين , أخذت المفتاح ونفذت إليهم خلسة !
• وعلى هذا الحال تمضي بي الأيام , إلى أن خنقتني العبرة ذات يوم من مشهد حياتي ظالم , وكعادتي اخترت أن أدخل النصف المغلق من القلب , إلى هنا والأمر طبيعي , فلن يتعدى الأمر دمعتين يمسحها أحدهم ولو بطرف كمه ثم يرتب على كتفي أو يضمني إلى صدره , وأخرج إلى النصف الثاني وكأنه لم يحدث شيء , إلا أن المفاجأة كانت بانتظاري , فلم أجد المفتاح , ولم أعد متأكداً هل أعدته إلى مكانه المعهود أم مازال معلقاً بين فكي الضبة !
• زادت ضربات قلبي , وأخذ العرق يتصبب من جبيني , ونبرة صوتي تغيرت , من حولي لا يدرون ماذا يحدث في الداخل , هذا يضحك على مشهد في قناة فنون , والآخر يحل الواجب خوفاً من المعلم , وتلك تريد بعض المراجع , وأم العيال تسرد عليّ آخر أخطاء العاملة المنزلية , وأنا , أنا , غصة أطبقت على عنقي , وعبرة تراجعت لتزيدني قهراً .
• تماسكت , وأظهرت رباطة جأش قائد منتخب للتو ولكن بدون تصويت فضائي ، أو ناخبين وبراميل اقتراع ، أو حتى دائرة انتخابية وهمية , فمثلي لا يستسلم لمفتاح تذكرت أنني في آخر زيارة للنصف الآخر من قلبي , استحلفتهم أن يحتفظوا به , فإلى متى أنا من يتذكرهم ويسأل عنهم ، ويفتح الباب عليهم ليطمئن عليهم , ويتفقد أحوالهم , فمن حقي عليهم أن يبادلوني المشاعر والاهتمام والحنين بمثله .
• عندما تذكرت ذلك , هدأت نفسي , وعادت ضربات قلبي إلى معدلها الطبيعي , ولازلت أنتظر أن يتهور أحدهم ويخرج ليرى ماذا يحدث معي , وينكد عليّ , ويكدر خاطري , المهم يفعلها ولو مرّه !
9/11/1429هـ