بسم الله الرحمن الرحيم
مطويات من تحت الباب ( 9 )
• حل الشتاء بكل زمهريره القديم , يغزل على أجسادنا دفء الفصول الأربعة , وقبل أن يمضي ينكثه برحيله !
• نتدثر جيداً لكي نبدو أمامه جادين من حله إلى ترحاله , ونتزمل له كثيراً لكي لا نستسلم لمناكفاته .
• تمتد يديك لملامسة ألسنة اللهب المشتعل أمامك , فتعيدها إلى حجرك أو تضمها إلى صدرك كأي طفل تلاحقه أيام اليتم والحرمان والجوع والعطش .
• تشعل في ليلك الجمر , وفي قلبك جمر آخر , ربما على أمور لا تعرف سرها أو كنهها .
• تخالط الناس , أتعسهم داخل تلك الفروات لا يعد شيئاً أمام غربة روحك وأنفاسك .
• ترى حواء وبكل ما وهبها خالقها من دفء في ملامحها وسطوتها , بالكاد يستر طرف أمنية شتويه .
• تستكين إلى الوحشة , والانكفاء عن عالمك , فتهرع لكوب شاي ساخن ترشفه على مهل ومع ذلك تظل في القلب نغزة موجعه .
• تسامر من حولك ضاحكاً , وفي الطرقات المجاورة يلاحق الشتاء فصول لم تروى عن المشردين ، والملاحقين ، والمهمشين ، والمنبوذين ، والمغدورين .
• وآخرون ينتظرون رحيلك يا شتاء , فقد هدهم الترحال بين الفصول , والنوافذ المغلقة في وجه أشعة شمسك الفريده .
• كم أنت يا إلهي عظيم , فتعاقب الفصول يزيدنا قرباً منك وحدك , واللهم إن عزّت على أحدنا بطانية شتاء يلتمس بها دفء جسده فلا تحرمنا دفء الإيمان في قلوبنا ... آمين .
12/11/1429هـ