بسم الله الرحمن الرحيم
مطويات من تحت الباب ( 10 )
• كلنا مظلومين , هكذا بكل بساطه ، ولا يمكن أن نكون إلى صف الظلمة الطويل , مع أن هذا التطرف في تنزيه الأنا من أشد أنواع الظلم للنفس .
• أجلس إلى أحدنا أو إحدانا في أي مكان , في الشارع العام , في مقهى عتيق خارج أسوار المدينة الفاضلة , في البيت , في العمل , لا تسمع إلا شكاوى المظلومين وعذاباتهم , والمظلوم على حق دائماً في أعرافنا وتقاليدنا وأفهامنا المكابرة .
• إذا كنا جميعاً مظلومين فمن الظالم ؟!
• نعم من هو هذا الظالم المجهول السمت ، والرسم ، والملامح ؟ لا يمكن أن يكون شبحاً , أو أحد تلك المستحيلات الثلاثة : الغول والعنقاء والخل الوفي , أو أحد المخلوقات الفضائية مثلاً .
• استبدت بك الحيرة , وخارت قواك أمام الاعترافات المتعالية من ضميرك عن الظالم الحقيقي القابع في داخلك , ولازلت تدافع بكل قوه لتأكيد المظالم التي تتعرض لها , حتى أضحت كابوساً من الثرثرة الممجوجة تندلق دون حياء أينما جالست من حولك .
• تأكد أنه أنت , أنت الظالم الذي لم يستطع مواجهة نفسه , فاختار أن يلقي بقلة حيلته وحجته وضعفه على ظالم مجهول , وليكن أي أحد , بما أنك لست مطالباً بكشف الظالم الحقيقي .
• أدركت الآن كم أنت ظالم , وأن هذه الأعداد الهائلة من المظلومين , تستمد منها تمردك الحقيقي لتزداد ظلماً .
• قد تتساءل , وكيف ذلك ؟!
• في حقيقة الأمر أنت مطالب بأن تثبت براءتك من سوء استخدام سلطة الظلم في داخلك , وأينما كنت , وليكن ضميرك السوي حكماً نزيهاً تعرض عليه مظالمك قبل أن تنشرها دون خجل بزعم أنك مظلوم .
• 13/11/1429هـ