بسم الله الرحمن الرحيم
مطويات من تحت الباب (11)
• على رصيف الحياة نمشي إلى غايات ونهايات تختلف وتتشابه , نتكاتف أحياناً , وفي الغالب متنافرين .
• أحياناً أبدو وحيداً على الرصيف , أتبع ومضات من الأمل , من التعب , من الزهد في كل شيء , من الطمع , من جوع لملامح أظناها الشوق وأشقاها السهر .
• رحلة تطول أو تقصر لم يعد يهم , فالمؤمن لتلك النهايات المحتومة من المهد إلى اللحد زاده التقوى واليقين .
• لم أفكر للحظه أتوقف فيها , لكي أسترد أنفاسي المتعبه مثلاً , أو أنظر من يمشي خلفي , كل عنادي أن أواصل المشي , أشبه بمتسابق قرر أن يشارك لمجرّد المشاركة .
• حتى أولئك الذين يمرون من جانبي على عجل , تحوم فوق رؤوسهم سوالف مملة , وشكاوى غبية , يرمقونني وكأنني كائن غريب .
• ربما يشعرني الأطفال المتراكضون أمامي بأن للحياة وجهاً آخر , كما يشعرني كبار السن أن الرصيف لم يعد طويلاً أمامهم ، إلا أنني أعود إلى ما أشعر به أنا تجاه هذه الحياة الدنيا الفانية .
• قد لا نكترث بماهية الرصيف الذي نمشي عليه , وإن كنا في الحقيقة نستمتع أو نبدو كذلك عندما نمشي على تلك الأرصفة الواسعة , المحفوفة بالأشجار المورقة , وأحواض الزهور الزكية , والإنارة المضيئة , والأكشاك المسكونة ببائعي المثلجات والمشروبات الساخنة وصحون البليلة اللذيذة .
• لا فكاك , هكذا نبدو على الأرصفة , عندما تكون حقيقية نمشي عليها لحاجات مختلفة , وأخرى من خيال واسع , تأخذنا إلى البراءة , إلى تلك الأخلاق المهملة , إلى الإنسان الذي يمشي أمامك , وكم تستكثر عليه أنه أمامك !
25/11/1429هـ