بسم الله الرحمن الرحيم
خلي بالك من برتقالتك !!!
يعتبر البرتقال وشربه بعد عصره – بالتأكيد – أحد أهم نصائح الأطباء والأصحاء على حدٍ سواء وفي كل الفصول , وللأسف كثيراً ما نأخذ نصائحهم بشيء من عدم الجدية التي اعتاد عليها الإنسان العربي وتأصلت معه عبر العصور , إلى أن ذاع صيت ( البرتقالة ) تلك الأغنية العراقية التي يتهاداها ممن اختاروا الإنسحاب من الواقع , وكم من صديق أو زميل عمل سألني عن تلك ( البرتقالة ) وهل رأيتها ، ورأيي في طعمها , إلى آخر تلك السلسلة من الأسئلة عن المقويات الجسدية والنفسية !
وبدافع من حب الفضول ترصدت مشاهدتها بعد محاولات متكررة , وبمساعدة أحد الأصدقاء رأيتها بكل تفاصيلها , ولا أخفيكم بأنني قد خرجت بانطباع غير جيد عن البرتقال ومشتقاته , فللمرة الأولى في حياتي أرى الفيتامينات قد تجسدت شكلاً , وتشكلت على مثل ذلك النحو من الاستعداد البدني المؤهل للفتك بالمرض النفسي والجسدي أينما استهدف بها .
قطعاً حاولت أن أتقبل الموقف بشيء من البلاهة والاستخفاف السائد هذه الأيام , فنازعتني في ذلك أمور كثيرة , إلا أنني توصلت إلى أنه يجب أن تأخذ البرتقالة حقوقها كاملة غير منقوصة , أولها حقها في الحصول على هوية ، وعدم عصرها بمثل ذلك الأسلوب المشاهد في المطاعم والقصور والفنادق وصالات السفر بالمطارات والقطارات والشقق والبيوت العتيقة , وآخرها منحها حق التصويت أمام بقية الخضروات والفواكه الموسمية وغير الموسمية , وبخاصة المسيطر منها على المائدة .
وبجولة استقصائية عن حال البرتقال في أوروبا وأمريكا بحكم أسبقيتهم في التعامل مع مثل هذا النوع من الفواكه , تبيّن لي أن البرتقالة تتقلب في نعيم وجحيم الحياة هناك أيضاً , نعيم عصرها باختيارها , وجحيم مساواتها ببقية الفواكه .
فخلي بالك من برتقالتك , لأن هجوم الفواكه العربية والبرتقال منها قد نجح في الاحتيال حتى على نصائح الأطباء .
30/11/1429هـ