منقول بتنوع وتصرف:
عندما يحل عيد الأضحى , يتصدر " خروف العيد " مشهد المناسبة , حتى أن بعض الشعوب أسمت المناسبة بكاملها " عيد اللحمة " في إشارة إلى حجم الحفاوة بهذا الخروف العزيز , وقبل أن ندخل إلى عمق هذه السطور , فقد يكون من المناسب أولا , أن نقول أن خروف العيد أو "الأضحية " شعيرة إسلامية , فعلها كما هو معلوم رسول الله صلى الله عليه وسلم , وصارت بذلك سنة مؤكدة , يقول الشيخ د . يوسف القرضاوي : ( ننحر اقتداء بسنة أبينا إبراهيم ، وتذكيرًا بذلك الحدث الجليل - حدث التضحية - إبراهيم حين جاءه الوحي في الرؤيا ، بأن يذبح ولده إسماعيل واستجاب لهذا الوحي ) إلى أن يقول : ( فجاءه جبريل بالكبش وقال له : اذبح هذا بدلاً عن ابنك . فأصبحت سنة في هذا اليوم . نضحي تذكيرًا بهذا الحدث ) .
من جانب آخر فان لخروف العيد حكايات ومواقف , لا تكاد تتوقف عند حد , ولعل من اللافت ما طيرته وكالات الأنباء نقلا عن صحيفة الصباح التونسية من أن احد خرفان العيد قد قتل مواطنا هناك , وفي التفاصيل أن القتيل كان يتفقد كبش العيد , الذي اختار له سطح المنزل مكانا مؤقتا لقضاء فترة ما قبل عيد الأضحى , وفي غفلة منه صوب الخروف نطحة قوية , فقد على أثرها الرجل توازنه , ليسقط من فوق سطح بيته , ويلفظ أنفاسه أمام منزله بعد إصابته بكسر في الجمجمة.
أما في المغرب فان هناك خروفا ينزل بمظلة من السماء مبتسما , وبجانبه كتب : " لا تحرم نفسك من فرحة العيد فالقرض البنكي يحل كل مشاكلك " ضمن حبكة إعلانية , وصفت المسألة بأنها مضحكة مبكية معا , وقد عالجتها السينما المغربية في شريط كوميدي قصير , يظهر كيف نزل مواطن من على دراجته النارية أمام بنك , وضع في واجهته الزجاجية إعلانا عن قرض بتسديدات مريحة ، صدق المواطن وأذعن لشروط البنك ، واشترى الخروف من أجل أسرته وتهربا من ألسنة الجيران ، ليجد نفسه مضطرا لبيع دراجته النارية , والتنازل على نصف راتبه الهزيل , من أجل سداد القرض البنكي , وتقول إحدى السيدات هناك : " لا يمكنني أن أتصور نفسي وأسرتي بدون أضحية عيد ، حتى لو اضطررت إلى الاقتراض ، المهم ألا أكون أضحوكة للناس ، وموضع شفقة من قبل عائلتي " .
وثمة حكاية يقال أنها حدثت واقعا في ليبيا , عندما ذهب رجل إلى السوق ليشتري خروف العيد , غير أن الخروف هرب منه ودخل أحد البيوت ليقابله الأطفال بالفرح والتهليل وليقولوا ( لقد جاءنا خروف العيد يا أمي) وتتنهد الأم وتقول بمرارة الأرملة : إن الذي سيشتري لكم خروف العيد تحت التراب!! ) .. ويلج الرجل الباب وينظر إلى الأطفال اليتامى فرحين وإلى أمهم بعد ما سمع مقالها وهي حائرة لتبادره وتأمر الأطفال بأن يساعدوا الرجل على إخراج خروفه من البيت ، فيبدل الرجل رأيه ويعود أدراجه , بعد أن قال للمرأة إن الخروف قد وصل أهله وهو عيد لليتامى , وينصرف ثانية إلى السوق , لكن بمبلغ زهيد هذه المرة , هو كل ما تبقى معه , محاولا به شراء خروف بديل , تصادف وصوله مع شاحنة تحمل خرفان , فيسأل : بكم هذا الخروف؟ فيرد عليه البائع بمفاجأة مدوية : خذ الخروف بدون ثمن فيقف الرجل حائراً يظنه يسخر منه , غير أن البائع راح يؤكد للرجل الأمر , حيث أن أباه أوصاه بأن يهب أول خروف يتم اختياره من القطيع بدون ثمن صدقة لوجه الله تعالى , وهكذا رزقه الله وعوضه عن خروفه الأول الذي تركه للأيتام .
وفي خبر أوردته صحيفة الرياض , مع فايز المالكي..................
٭ هل تذكر أحد المواقف مع خروف العيد؟
- مرة أرسلني أبوي وحنا في الطايف أجيب خروف العيد وكنا بالليل وحطيت الخروف في الحوض واستاحشت من الليل وفجأة حط الخروف رأسه عندي بالغمارة وانقلبت 3 قلبات وراح الخروف ضحية الحادث .
وفي مصر، بدأ بعض تجار الماشية في بيع خروف العيد بالتقسيط المريح بسبب ارتفاع أسعاره؛ حيث وصل سعر الكيلو المشفي من اللحم الضأن إلى 42 جنيها، ما دفع بعدد كبير من الناس في الأحياء الشعبية إلى شرائه بهذه الطريقة.
وأكد أحد التجار أن بيع الخراف بالتقسيط ينشط قبل العيد بثلاثة أيام، ويستمر حتى ثالث أيام عيد الأضحى المبارك وذلك بسبب ارتفاع أسعار الخراف هذا العام، بحسب تقرير نشرته صحيفة "القدس العربي" اللندنية السبت 6-12-2008.
ويذكر أنه خلال العام الماضي ذُبح ما يزيد عن 250 ألف رأس من الخراف، وما يزيد على 30 ألف رأس من الأبقار والجاموس، بالإضافة إلى أكثر من 20 ألف طن من اللحوم المجمدة في مصر.
حملة على الإنترنت
وكانت "العربية.نت" نشرت تقريرا عن حملة أطلقها شباب مصريون يسمون أنفسهم "الموكوسين"، على موقع "فيس بوك" لشراء 7 آلاف خروف وتوزيعها على المطحونين في العيد. وأسسوا لهذا الغرض مجموعة بذات الاسم على الموقع الإلكتروني الشهير.
و"الموكوس" لفظة عامية مصرية تدل على الفشل. وتتبنى المجموعة قضايا العاطلين عن العمل وضحايا نظام التعليم في مصر.
وشعار الحملة هو "خروف لكل مطحون"، وتستهدف شراء خراف وتوزيعها على 7 آلاف أسرة مصرية مطحونة.
المغرب.. التبرك بالخروف
وفي المغرب يعتبر الكثيرون -خاصة في القرى- أن وقوف خروف العيد على قوائمه الأربع بعد ذبحه مباشرة دليل ساطع على مستقبل واعد ينتظر الأسرة المضحية.
بينما يعتبر نفوق الأضحية قبل ذبحها أو اكتشاف عيب مفاجئ فيها هو نذير شؤم ومصدر حزن للأسرة، وترخي هذه المعتقدات بظلالها على الاحتفال بيوم العيد.
ويلجأ آخرون إلى وضع اليد في دماء الأضحية وطبعها على جدران المنزل للاعتقاد بأنها تمنع الحسد والأرواح الشريرة. وتنتشر هذه المعتقدات في أغلب القرى المغربية.
وتقوم بعض النسوة بتجميع القطرات الأولى من دماء الأضحية في أقمشة بيضاء واستعمالها كدواء لعلاج بعض الأمراض.
وبحسب ارقام رسمية فان المغاربة سيشترون نحو خمسة ملايين رأس من الضان (4,6 ملايين) والماعز (400 الف) للاحتفال بعيد الاضحى ضمن الاسر وعلى مدى ايام ثلاثة.
ويتوقع ان تسجل هذه الاحتفالات في عام 2008 رقم معاملات يفوق 7 مليارات درهم مغربي (640 مليون يورو) ما يشكل دفعة للاقتصاد الريفي والمهن الصغيرة المرتبطة بعيد الاضحى مثل مسني السكاكين والقصابين المتنقلين والدباغين.
وتتبع كافة الفئات الاجتماعية في المغرب هذه السنة المؤكدة بحسب التعاليم الاسلامية والاستثناء نادر الحدوث حتى ان المعدمين يقترضون المال لشراء خروف العيد او متى تعذر معزاة.
وتتراوح اسعار الاضاحي من 2500 الى 5000 درهم مغربي (227 الى 454 يورو) وحتى اكثر ان تعلق الامر بكبش وهي تشكل ارهاقا شديدا للاسر الاشد فقرا.
غير ان الضغط الاجتماعي شديد ويصعب معه تجاهل العيد. وكتبت صحيفة لوبينيون المقربة من الحكومة الخميس "ما العمل يوم العيد اذا لم يكن لدينا خروف نذبحه؟" مشيرة الى "ان الاكتفاء باستنشاق قتار شواء الجار يشكل معاناة رهيبة تكاد ان تكون اهانة".
وتسجل نهاية الاسبوع الاخيرة قبل العيد اعلى معدلات البيع وتشهد تدفق سكان المدن على الارياف وحتى جبال الاطلس, لاقتناء افضل اضحية باحسن الاسعار.
ومهما يكن من امر فان العرض يفوق الطلب بكثير واكدت وزارة الزراعة المغربية ان 4,3 ملايين من ذكور الضان و2,5 مليون من رؤوس الاناث والماعز ستعرض للبيع ايام العيد هذا العام.
واشير الى ان الوضع الصحي للقطيع جيد بفضل حملة تلقيح كبيرة اتاحت تلقيح 19 مليون راس غنم (من قطيع مكون من 22 مليون راس غنم) ضد طاعون المجترات الصغيرة.
وذكرت السلطات الصحية مع ذلك باعراض تتيح التعرف على الشاة المصابة مثل ارتفاع حرارتها وفقدان شهيتها للعلف وصعوبات التنفس والسيلان من الانف او العين والجروح في الفم.
ويشتد الطلب على الخروف البالغ عاما من العمر والذي يملك قرنين جميلين. ويكتفي من لا يملك ما يكفي من المال لشراء خروف باقتناء نعاج او ماعز. والاعلى سعر بين الخرفان هو الخروف من نوع "السردي" يليه "البرقي".
ولكن مهما يكن نوع الكبش فان المهم وجوده يوم العيد حتى ان تطلب الامر الاستدانة. ويطالب الكثيرون في المغرب "بالعودة الى روح الضيافة والاخوة لمناسبة عيد الاضحى وان يهب الغني كبش العيد للفقير" كما تحرض عليه تعاليم الدين الاسلامي.
غزة.. تهريب عبر الأنفاق
وفي القطاع يعيش الغزاويون حالة من الترقب والانتظار، فلم يعد الآن المواطن يكترث للكهرباء أو الغاز، بقدر ما يكترث لسعر الأضحية ووجودها من عدمه، مع اقتراب عيد الأضحى.
وبالرغم من أن بعض الأنفاق تقوم بتهريب الخراف إلى القطاع؛ إلا أن أسعارها لا تقل عن 300 دولار، وهذا سعر مرتفع جدا لا تقدر عليه إلا العائلات الميسورة جدا، وفي الأيام القادمة قابل للزيادة.
وقال أحد العمال العاملين بالأنفاق: إن هناك من أدخل عجولا صغيرة قبل شهر تقريبا.
وأمام هذا الحصار والارتفاع في أسعار الأضاحي، خرج صوت أجاز توجيه لحوم الأضاحي إلى فلسطينيي غزة، وهذا ما قاله مفتي الديار المصرية علي جمعة، حيث حث على توجيه ذبائح عيد الأضحى إلى قطاع غزة، حيث يعاني أكثر من مليون ونصف مليون فلسطيني من حصار إسرائيلي.