يذكرني معرف (الوادي)، للأخ العزيز/خالد بن صالح بن سعد (وفقه الله تعالى) بذكريات ماضية بهيجة ؛ عن الحياة في الأودية أيام زمان، حيث كان الأهالي قديماً يقضون أغلب أوقاتهم فيها؛ لغرض الرعي والزراعة، وفيها يحرصون على الاحتطاب لتحضير الشاي على الأثافي ، لينعشوا أجسامهم المنهكة، برشفات من شاي الجمر المنعنع؛ الدافئ واللذيذ، المبخّر والمعطر.
والشاي كما هو معروف؛ يحسن المزاج، لاحتوائه على الكافئين ،كما ينشط العضلات، لاحتوائه على الثيوبرومين.
وقد أثبتت الدراسات؛ أن الشاي الأخضر خاصة؛ يحتوي على عناصر كيمائية، تؤدي إلى انخفاض الكوليسترول والدهون في الدم،كما أنه إذا شرب بحدود معقولة؛ فإنه يحتوي على مادة نافعة؛ تدعى فلافونويد ، والتي ثبت أنها تزيد من كثافة العظام ، فهي لذلك ربما تحمي كبار السن من هشاشة العظام.
ولكن توصل الباحثون إلى أن تناول أكثر من أربعة فناجين ؛ قد يؤدي إلى تأثيرات جانبية عديدة مشابهة للتأثيرات الضارة لبعض المواد، مثل الكوكائين، ومن التأثيرات الجانبية:
تنبيه المخ، وزيادة ضربات القلب، وارتفاع ضغط الدم، وارتفاع السكر، وازدياد إدرار البول، وزيادة الحموضة المعدية، وزيادة الهرمونات في الدم، ورجفان خفيف باليدين وحدوث اختلالات في بعض عضلات الجسم ،وبخاصة الجفن، إضافةً إلى الأرق؛ كما هو معلوم.
والأطباء ينصحون المصاب بقرحة المعدة؛ أن يتجنب الشاي، وكذلك المصاب بفقر الدم؛ حيث ثبت أنه يقلل من امتصاص الحديد.
ولكن إذا أردت التخفيف من الأضرار التي يسببها الكافئين؛ فيفضل إضافة الحليب لأنه يقلل من مخاطر الحموضة، كما يستحسن عدم تناول الشاي مع الطعام ؛ حيث ثبت أنه يجبر الطعام على مغادرة المعدة قبل إتمام عملية الهضم، كما أنه يبطئ حركة الأمعاء و بذلك يكون مرور الطعام غير المهضوم في الأمعاء بطيئاً، وبالتالي يكون من العوامل الأساسية للإمساك ،والاضطرابات المعوية، وازدياد الغازات.
وإذا أردنا تخفيض الوزن؛ فينبغي تجنب الشاي؛ حيث ثبت أنه يزيد من نسبة الحموضة في الدم، مما يؤدي الى حبس السوائل في الجسم؛ في محاولة إلى حفظ التوازن، فيزداد وزن الجسم.
مع ملاحظة ؛عدم الانقطاع الفجائي عن تناول الشاي ـ إذا كان الشخص مدمنا ـ ذلك أن الانقطاع الفجائي حتى ولو ليوم أو يومين؛ مما يسبب للمدمنين عوارض مزعجة، مثل: الصداع المؤلم، والتوتر واضطرابات في النوم.