علماء الأمة وموقف الإسلام من الآثار !!!

بسم الله الرحمن الرحيم

على علماء الأمة أن يبنوا لعامة المسلمين موقف الإسلام من الآثار

كثيراً ما تأتي المقالات والتعليقات حول مايُثار أو يصدر من قرارات تتعلق بالشأن العام ، أو حتى تلك التي تنطلق أو تعالج حالات خاصة وبالتالي قد تشكل قاعدة لمنهاج أو سمت عام إلى جانب الرأي الآخر من حيث أن ذلك الرأي الآخر ليس بالضرورة أن يكون هو الرأي المعارض ، فيأخذه حقه الاعتباري ، إلى أن يستقر كرأي أقرب إلى الصواب على أقل تقدير !
ولعل ما ينشر هذه الأيام من تعليقات حول ما أطلقه الشيخ أحمد الغامدي – رئيس فرع هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بمنطقة مكة المكرمة – نحو تلك الأماكن الأثرية في مكة المكرمة والمشاعر المقدسة ، ممّا يستحق التأمل بعيداً عن أي انفعال ، وفي الجملة ما صرّح به الشيخ واقع معاش في الكثير من الدول في العالم الإسلامي ، على نحو لا يعكس الصورة الحقيقية للإسلام عبادة وحياة .
وهاهي القنوات الفضائية التي تزعم نشر الإسلام الصحيح في العالم ، تعمل بكل طاقاتها البشرية على صرف الناس إلى طقوس ما أنزل الله تعالى بها من سلطان ناهيك عن تأويل النصوص القرآنية والأحاديث الشريفة لتمرير التقديس البشري والأثري على العقول ، وإعمال التفكير فيما لا طائل من ورائه ، في انتكاسة عقدية لم تجر على المسلمين إلا الانسحاب من الواقع ، والتعلق بشخوص ألف حولها ما لايعقل أو يقبل من القدرة والأجر والمكانة الدنيوية والأخروية .
إن المسلم السوي يعلم أن الأضرحة والمواقع الأثرية ، لا تجلب نفعاً ولا تدفع ضرراً ، ولن يُسأل عنها يوم الحساب ، ولمواجهة من يرى غير ذلك إماً جهلاً أو اتباعاً فإن الأمر يتطلب تحقيق العبادة لله جل في علاه كما فعل نبي الإسلام وأخذاً بالأسباب التي تعالج الافتتان بالآثار وتأثيرها المزعوم ، فالإنسحاب من الواقع الذي تعاني منه الأمة ، لن تعالجه تلك الأضرحة والأماكن الأثرية ، أو حتى إزالتها ، وأخشى أن تكون قد استقرت على غير هدى في النفوس كما استقرت الأصنام في نفوس المشركين في الجاهلية الأولى ، ولاحول ولاقوة إلا بالله العلي العظيم .
وعوداً على بدء ، ومن باب النصيحة للمسلمين أرى تكثيف التوجيه والإرشاد والنصح دون كلل وبكل الطرق المتاحة على مدار أيام السنة ، وفي المواسم بكثافة ، وأن يكون لعلماء المسلمين في كل الأقطار دور معلن لا ريب فيه ، فالإسلام لم ينزل لتأليه البشر ، أو تقديس الآثار ، أو ممارسة الطقوس المستقاة من الخرافين .

حرر في بتاريخ 16/1-1430هـ