بسم الله الرحمن الرحيم
مطويات من تحت الباب (13)
يٌساق أحدنا كأي دابة أليفة قد ارتضت المرعى .
معتقداً أنه يقوم بعمله كما يجب , فقد اعتاد أن يكون منتهى طموحه رضا من حوله ، وكلمة (لوحظ) من هناك ، وتوقيع سعادة المدير مركناً مع التحية ... وفي النهاية (مكروف) ... فلا بنك تصرف فيه تلك الإشادات الاستهلاكية للطاقة .
يدخل ، الشقة ، مكدود المفاصل ، بحسبان أخذ قسط من الراحة ... حتى الراحة بالقسط ... أو قسط من رضا ليلى وصغارها الرضع .
إلا أنه ينتفض كفرخ طير بلله الملل ، مستسلماً لتلك القائمة من الطلبات الممهورة ببصمة إبهام من محبرة الملخوية .
يخرج ... محملاً بالكثير من التأفف ، ليفاجأ بنفاد البنزين ، ومؤشر ربط الحزام يهز ماتبقى من رباطة الجأش هزاً .
يترجل إلى البقّال التعيس ... لو سمحت حفائظ لـ .... وأخرى ولاّدي ... واثنين خبز مفرود ، وواحد صامولي ... وكيس سكر العائلة السعيدة (2) كيلو لو سمحت ... يتحسس جيوبه ... وهذا من عيوبه ... فقد نسي المسكين المحفظة على الطلبون .
لا يهم فزجاج السيارة مكسور ... والمحفظه مافيها ريال ... المهم الهوية سليمة ... وأخذ ... يتصل ... لا مجيب ... تاكسي تاكسي ... مر خط البلدة ... ركب ... لفته رائحة عرق العمّال ... تلطم ... وفي أول محطة نزل .
استلف من أحدهم ... على وعد إلى آخر الشهر ... رن الجرس ... ما أحد فتح ... أنزل كرتون الطلبات من على كتفه ... فتح الباب ... وأخذ ينادي ... ليلى ... ليلى ... لقد غادرته إلى أهلها زعلانه ... ومعها صغارها .
حاول أن يعبر عن ضيقة الصدر وما عرف ... رفع السماعة ... الحرارة مقطوعة ... وقبل أن يفكر ... سمع صوت التلفاز ... كانت نشرة الأخبار ... هذا وقد سمع دوي انفجار شديد أسفر عن قتل جميع ركاب الحافلة ... وفي شأن آخر ... اخترقت طائرات العدو جدار الصوت فوق المدينة ... ومؤشـ .... انقطع التيار ..
أخذ يتلمس طريقه إلى الباب ... انتكب في كعب المدام ... وقبل أن يهم بالخروج ... عاد التيار ... وقارئ النشرة لازال يحصي عدد القتلى ... صفق بالباب ... وإلى أقرب فوال ... يرمق من حوله مفتشاً عن حل بين طيات تلك الملامح المعجونة بالسمسم .
8-9/2/1430هـ