د. ابتهاج صالح غريب *
الليزر عبارة عن أداة ذكية تستخدم للقطع الدقيق.. وهو في الأساس بديل لمشرط الجراح... لأنه يقطع بطريقة حادة جداً تصل إلى جزءين من العشرة من المليميتر (0.2 ملم).
وهو عبارة عن ضوء إشعاعي مكرر مستقيم متوازي يصدر عن طريق تأين مادة معينة... وهذه المادة قد تكون الأرجون أو الروبي أو الكريبتون أو النيوديوم أو نيون الهيليوم أو ثاني أكسيد الكربون. وهذا الأخير هو الذي يستخدم عادة في مجال الأنف والأذن والحنجرة.
ولأن هذا الضوء الإشعاعي الصادر هو غير منحرف، ويخلق طاقة هائلة في المادة التي يقابلها.. فهو يستخدم في الجراحات المتناهية في الدقة.. فمثلاً حين يكون الحيز المراد العمل فيه هو بمساحة مليميتر واحد أو أقل.. فأنت لا تستطيع استخدام أي مشرط طبي عادي... بل تحتاج إلى ما هو أدق من ذلك... هنا يتم استخدام الليزر .
أشعة الليزر غير مرئية عادة إلا برؤية نتيجة الحرق الذي يصدرها. لذلك حرصت مصانع الليزر على أن يصحب حزمة الليزر عادة ضوء مرئي يوجه لنفس نقطة الهدف الموجه لها الليزر حتى يراه الجراح.
وفي مجال الأنف والأذن والحنجرة يستخدم الليزر مصحوباً بالميكروسكوب المكبر من أجل الوصول إلى المنطقة المراد العمل بها : مثل الأماكن البعيدة والدقيقة من الحنجرة.. أو قاعدة عظمة الركاب في الأذن .
أما الأمراض التي تعالج بالليزر فهي عديدة : ففي الحنجرة يتم استئصال معظم الأورام الحميدة ووزمات (إرتشاحات) الحبال الصوتية، والتورمات الإلتهابية، وجيوب «زينكر»، كما يتم توسيع التضيقات الخلقية أو المترتبة عن إلتهابات مزمنة أو التضيقات الناتجة عن رضوض مزمنة.
كما يستخدم الليزر لعمل بعض العمليات النازفة - بطريقة جافة... أي أن الليزر يقطع ويوقف النزف الناتج بطريقة تلقائية مثل استئصال اللوزتين أو استئصال الأورام النازفة الخلقية أو الثانوية.
وأخيراً أحب أن أنوه أن استخدام الليزر لا يخلو من الخطورة على الجراح والمريض في نفس الوقت إذا لم يستخدم بالطرق الوقائية المعروفة والمعتمدة عالمياً. لذلك لا يجوز لأي جراح أن يقوم بعمليات الليزر إلا بعد أن يخضع لفترة تدريب على أيدي جراحين متخصصين في هذا المجال، وأن يكون ملماً بطرق الوقاية، وأيضاً بطرق التصرف السليم في حالة حدوث مضاعفات - لا سمح الله - جراء استخدام الليزر.
* استشاري أنف وأذن وحنجرة
منقول من جريدة الرياض