بسم الله الرحمن الرحيم
مطويات من تحت الباب (17)
أضحت الشهرة مطلباً ملحاً بين المتقدمين للصفوف في المجتمع الإنساني اليوم على نحو أحياناً يصل حد القرف ، حتى وإن تسامى أمام سطوة من يقع تحت ظلها الفتّان ، إلا أنه لا يسلم من محاصرتها له بما يفوق قدرته على تحمّل تبعاتها ، ناهيك أن يكون إنساناً عادياً يرفل في ثياب البساطة والتواضع ، ينعم بالاستقرار والهدوء والحياة الطبيعية .
قطعاً هناك حالات كسرت طوق الشهرة المشوك ، وظلت تمارس يومياتها عن إدراك بأن تلك الأضواء والفلاشات واللقاءات والجماهيرية الزائفة إلى زوال .
إلا أن السائد اليوم أن أبواب الشهرة متيسرة لكل خاطب أو خاطبة ود ، على أن تكون هناك عين خبيرة تلتقط تلك النفس الحالمة بالمجد والشهرة على النحو السائد في الفترة الأخيرة من عمر البشرية .
فالإعلام هو المسوق الحقيقي للشهرة كحالة تنتخب لتسلط عليها الأضواء ، والإعلام لا يتوقف عند خلفية تلك الشخصية المختارة للمثول أمام الرأي العام كثيراً ، وقد تستدعى تلك الخلفية للتذكير بفضل الإعلام على تلك الشخصية وأنه كما أتى بها يمكن رفع الغطاء عنها إلى أن تتوارى !
وقد يحسب للإعلام أنه لا يكذب أحياناً عندما لا يكون أمامه إلا أن يقول الحقيقة كما هي ، وإن ظل الغموض يلف جوانب كثيرة من حياة المشهورين ، وكرّس أسباب الشهرة في جوانب لا تصنع فارقاً أخلاقياً في المجتمع ، فتنازع الاهتمام من قبل العامة يحتاج إلى الإعلام الغير محايد ، وهنا ينكشف زيف الإعلام عندما يعجز عن قول الحقيقة !
وبمـا أن الإنسان هـو من يصنع تلك الآلة الإعلامية ؛ لينعم بهالتها طالباً للشهرة ، وفي الوقت نفسه يكتوي بنارها ، فكما يغرر بالعامة عندما يقدم تلك النجوم عليه أن يحمل وزر أخطائها وعدم قدرتها على فهم أصول اللعبة !
28/3/1430هـ