علمتنا الكرة أن المباراة التي تعتقد الجماهير أنها سهلة هي في الواقع مباراة صعبة على اللاعبين فنيا ونفسيا، والسبب أن اللاعب حينما يفوز في مباراة كبيرة كما حدث أمام إيران في التصفيات الآسيوية المؤهلة لكأس العالم فهو يدرك أن أهم أسباب الفوز كان التركيز القوي قبل وأثناء المباراة، ولكن حينما تقل نسبة تركيز اللاعب مع المباراة التي تعقب مباراة قوية فغالبا ما يخطئ اللاعب ودائما ما تحدث المشاكل الفنية داخل الملعب، ويفقد الفريق تنظيم خطوطه.. فما حدث للفريق الإيراني أمام الأخضر أن خسارته نتجت عن أن لاعبيه بدأوا يفقدون التركيز أمام صمود اللاعب السعودي وفقدوا أعصابهم مع جماهيرهم، في حين أن لاعبي الفريق السعودي حافظوا علي درجة تركيزهم العالية دون عصبية حتى وهم منهزمون 1-0 وتماسكوا ولعبوا المباراة على قلب رجل واحد فحققوا انتصارا غاليا، فهل يستمر تركيز الأخضر في مباراته أمام الإمارات؟
الأعصاب الهادئة
الأرقام تقول إن منتخب الإمارات الأول لكرة القدم لديه نقطة واحدة وهو خارج المنافسة، فكيف يؤثر ذلك على مباراة اليوم الأربعاء؟ المباراة بالنسبة للفريق الإماراتي مباراة إثبات الذات وليس هناك شيء يخسره الفريق؛ولكنها فرصة للاعبيه للإجادة والتألق حينما يلعبون مباراة تهم المنتخب السعودي في مسيرته وما تواجهه هذه المباراة من ضغوطات جماهيرية على اللاعب السعودي ربما تكون حافزا للفريق الإماراتي لزيادة هذا الضغط، والمباراة بالنسبة للفريق السعودي في غاية الأهمية لأنها مباراة من مباراتين متبقيتين للفريق السعودي على ملعبه ؛ فهو مطالب أن يفوز بهما حتى يضمن الوصول إلى جنوب إفريقيا، فما زال الفريق السعودي في المركز الثالث في مجموعته بعد الكوريتين, فالشمالية لها 10 نقاط والجنوبية لها 8 نقاط وسيلعبان معا اليوم الأربعاء، أما الفريق السعودي صاحب المركز الثالث برصيد 7 نقاط فعلى لاعبيه أن يقرروا ما إذا كانوا يطمعون في المركز الأول أو الثاني في مجموعتهم, فما زال الأمل قويا أو أنهم يدخلون في حسبة الحصول على بطاقة أحسن ثالث لا سيما أن الفريق الإيراني يجري خلف الفريق السعودي بـ 6 نقاط ولذلك فخسارة أي نقطة في المرحلة الحالية ليس من السهل تعويضها ولذلك فمباراة الإمارات هي مباراة مفصلية للفريق السعودي، ففرحة الفوز علي إيران يجب أن تكون مرحلة قد انتهت واستثمارها للمحافظة على مستوى التركيز العالي لدى لاعبي الأخضر في مباراتهم أمام الإمارات.
المحافظة على التشكيلة
من الواضـــح أن درجة تفاهم الحارس اليقظ وليد عبدالله مع الثنائي أسامة المولد وأسامة الهوساوي قد وصلت إلى مرحلة الثقة في إمكانيات بعضهم البعض، ولكن في مباراة الإمارات سيواجه عمق دفاع الأخضر نجم الهجوم الإماراتي إسماعيل مطر الذي يمتاز بالمراوغة الطولية والتسديد من خارج منطقة الجزاء، فاللاعب خطير حينما يستلم الكرة ولإيقاف هذه الخطورة يجب إيقاف الإمدادات إليه لأنه من نوعية اللاعبين الذي يحب دائما أن يضع بصمته على الكرة ليبدو وكأنه (صاحب الكرة) بالنسبة إلى الفريق الإماراتي ولذلك يصل إلى استنزاف طاقته سريعا مما سيساعد دفاعات الأخضر في رقابته وعدم إعطائه فرصة السيطرة على الكرة خاصة في المنطقة الواقعة بين محور الارتكاز الدفاعي صاحب العبد الله وقلبي الدفاع أسامة الهوساوي والمولد لأن إسماعيل مطر يجيد المناورة في هذه المناطق ولذلك ففي حالة تقدم المولد أو الهوساوي خلف المهاجمين يجب أن يكون محسوبا فإذا تقدم المولد على النامي أن ينضم إلى الهوساوي وكذلك الحال في الجهة الأخرى، فإذا تقدم الهوساوي فعلى الزوري أن ينضم إلى المولد حتى لا تتباعد خطوط الفريق، ونتذكر جميعا كيف سجلت إيران هدفها حينما تسلم لاعبها مسعود شجاعي الكرة في منطقة صاحب العبدالله وتقدم أكثر من خطوتين بدون رقابة ليسدد مسجلا هدفا.
اختلاف الأدوار
في مباراة الإمارات سيختلف الحال عن مباراة إيران، فلاعبو الوسط صاحب العبدالله والأخوان أحمد وعبده عطيف ومحمد نور سيجدون مساحات أكثر في وسط ملعب الملك فهد أكثر مما عاشوا في ملعب أزادي بطهران، وحتى وإن لعب نور مراقبا ومحاصرا من الإماراتيين وهو أمر متوقع ومفهوم لإيقاف إمدادات الأخضر لمهاجميه، ولكن فرصة عبده عطيف ستكون كبيرة في الاستفادة من المساحة المزدحمة حول محمد نور حتى يتحرك عطيف طوليا لزيادة القوة الهجومية للأخضر ليشكل ثالوثا هجوميا، وإذا نجح نور في الهروب من الرقابة سيصبح الهجوم السعودي أكثر إعدادا وأكثر خطورة لتنوع الأداء الهجومي، كما يجب أن يلتزم صاحب العبدالله بالشق الدفاعي كمسؤولية أساسية للمحافظة على رتم الأداء السعودي.
ثنائي هجوم
ثنائي هجوم المنتخب السعودي الأول لكرة القدم نايف هزازي وناصر الشمراني لديهما فرصة لن تتكرر كثيرا تتوقعها الجماهير هجومية وإحراز الأهداف هي متعة المهاجمين وفي مباراتهم أمام إيران تعلقت قلوب جماهير الكرة بالشمراني وهزازي لما أبدياه من قوة في الأداء وعدم الخوف وتشكيل خطورة مستمرة على الفريق الإيراني، ولكن يجب على الثنائي أن لا يلعبا مباراة إيران متباعدين عن منطقة عمق دفاعات الفريق الإماراتي، فحينما يهرب المهاجم إلى أطراف الملعب لأنه مراقب فهو يبتعد كثيرا عن المنطقة المحببة إليه وهي منطقة جزاء الخصم، وفي تصوري أن الجماهير السعودية تبحث الآن عن اسم جيد لمهاجم هداف تثق به وتسانده وهي فرصة النجمين لإقناع الجماهير بقدرتهما على تحمل المسؤولية وقيادة الأخضر إلي الفوز.