مات أبو عنتر ... وأغلق فندق صح النوم أبوابه !
ربما أكون ... أقول ربما ... أكون من الجيل الذي لحق بركب البدايات الكوميدية الحقيقية في عالمنا العربي ... ومع ذلك للأسف اختفت إلا من بعض الاجتهادات ما أن تظهر تختفي أو تنزوي تحت تأثير المنتج المقاول في كل شيء ... والمنتج المهووس بالنسوان !!!
وعندما قرأت خبر وفاة الممثل السوري ناجي جبر الملقب ... أبو عنتر ... رفيق درب الفنان السوري الآخر دريد لحام ... غوار الطوشه ... عادت بي ذاكرتي إلى تلك المسلسلات الكوميدية العميقة في رسالتها ... حيث اعتاد ذلك الثنائي غوار وأبو عنتر أن ينتزعا الضحكة الصافية من خلال كوميديا الموقف ... كمسلسل صح النوم ... وحمام الهنا ... لا كوميديا التهريج والغمز واللمز والاستهزاء بالناس ... التي تصفعنا بها تلفزيونات عالمنا العربي المسحور بالتيه في وادي الاستهلاك لكل شيء حتى السخرية من أشكال البشر وأسمائهم و ... وزيادة التسويق لذلك التهريج بزعم التنوير والنصح والتوجيه !
قطعاً المطلوب هو الإبداع من خلال الفن كوسيلة تنوير لمجتمعاتنا المظلومة ... وتكريس الوحدة المجتمعية بين شعوبنا العربية ... وتحفيز الهمم من خلال نشر الفضيلة التي منها الابتسامة ... عندما تكون صدقة ... تلفت أنظارنا لسلبياتنا ... وتشعرنا بآدميتنا ... وأننا في نهاية المطاف بشر من لحم ودم ... لنا كرامة ... لا ملائكة ولا شياطين .
5/4/1430هـ