حرص الأجداد (رحمهم الله تعالى رحمة واسعة)؛ على تأمين مأوى مناسب لهم ، فبنوا المساكن بأنفسهم ، حيث برعوا في بناء أبراج عالية ،مربعة ومستطيلة ، ولها أشكال هندسية بديعة، تدل على ولعهم بالبناء، وإتقانهم له، والتي مازالت قائمة وشامخة وشاهدة على كفاحهم المرير، وبأسهم الشديد ،فعمر بعضها أكثر من مائة عام .
قاموا بتكسير الصخور الكبيرة باللغب والعتل والفانوس ، وجلبوها على الجمال من الشفيان، ومن مختلف الأودية، وكان للحجارة طريقة في التكسير ، وطريقة في الترصيص، وطريقة في التسقيف.
يعمل النجار فيها؛ المرزح، والزافر، والسارية، والجوز، والجريد،والشبابيك والمصاريع ، وجميعها مأخوذة من الأشجار ، والتي يتم دهنها في الغالب بالقطران ،للمحافظة على صلابتها وقوتها.
وأما الجدران من الداخل ، فتغطى بطبقة سميكة من الطين والعلف، وتُدهن بالنُّوره، كما تُزيّن سترة بعض البيوت بأحجار المرو .
وفي يوم الطينة؛ يهب الجميع لعجن الطين، ووضعه على السقف ، ويساهم فيه كل أهل القرية من النساء والرجال، حيث تأتي النسوة بالماء، والرجال يخلطون الماء والتراب ويضعونه على السطح.
وبأهازيج عذبة، وأصوات نديّة يرددون:
الله يا مَن يدِّرق عن بني عمه ... الله لا يجعله منا وفينا
00000000
استعنا بالله المرقب العالي ... اللي لا حول ولا قوة إلا به
00000000
يا الله ياعوين... يا الله ياعوين
00000000
ما نستعين إلا بربنا ... ولاََّ فلا حول ولا قوة.
00000000
من المصطلحات القديمة لهذه البيوت:
العابر وهو القوس الخشبي المحاط بالباب ، والدعمة وهي التي تتوسط البيت، وهي عبارة عن خشبة عريضة تحمل ثقل السطح عليها، أما الجيز فهو خشبة كبيرة توضع على الدعمة ،والقترة عبارة عن فتحة صغيرة في السقف ، والسفل هو ما يسمى زريبة البقر، والمذوذ وهو مكان وضع أكل البقر ومربطها....
أغلب المنازل القديمة تهدمت، ودب فيها النخر والخراب، وتصدعت جدرانها، وتداعت سقوفها، وزعزعت نوافذها وأبوابها، وأصبح من الصعوبة إعادة ترميمها، نظراً لكثرة الشركاء فيها ، وعدم توفر طريق السيارات لبعضها، فلماذا ملاكها لا يتولون صيانتها، والاستفادة منها؟
وكم أتمنى أن يكون لدينا نظام رسمي ؛ يفيدنا في المحافظة على التراث العمراني القديم.