بسم الله الرحمن الرحيم
قارئة الفنجان
ما أن انتهيت من شرب فنجان القهوة ، ابتدرتني بسؤال فاجأني ... هل سبق وقرأ لك أحد ما الفنجان ؟!
أجبتها بعد تفكير ... لا ... فأنا لا أومن بذلك ... ولأن الغيب ملك لله تعالى ... وقد وقر في يقيني ألا أكل أمري لغيره جل في علاه .
... أنا أيضاً أومن بذلك ... ولكن لا عليك ... فليكن من باب التسلية ... ليس إلا ...
راقت لي الفكرة بعد ردها المخاتل ...
قلبت الفنجان على الكوب ... وبعد لحظات أعادته لوضعه الطبيعي ... ثم أخذت تنظر إليه بتمعن عميق ... وبدأت الكلمات تندلق من بين شفتيها كالماء البارد على مسمعي ... وشيئاً فشيئاً كأني بها تكبلني إلى غيبيات ... بعضها والعلم عند الله تعالى سيقع ... وبعضها بعثر همومي ومشاعري وأشواقي ... وبعضها سالت به دموعي ... لحظات مرت كأنها قصة عمري تقرأ على مشهد من فنجان قهوة ... وبعد أن انهت ما أسمته قراءة الطالع ... وكأني بها تريد أن تثبت لي جدارتها ... بإمكانك أن تخبرني أيها سيقع ... وعلى قدر ما كنت مشدوهاً بما تمارسه ... فإن الأمر لله جل في علاه من قبل ومن بعد .
7/5/1430هـ