كان المذياع هو الوسيلة الوحيدة للتواصل مع العالم، ومتابعة الأحوال، وتتبع الأخبار؛ من محطات كثيرة ، وإذاعات عديدة.
كان في إذاعة بلادنا بيان سنوي بأسماء الناجحين في صفوف المراحل النهائية ، وفيها برنامج نور على الدرب الشهير ، وفيه كانت تنقل المباريات ، بل وغيرها من المسلسلات ،مثل: يوميات أم احديجان في شهر رمضان المبارك.
الراديو كان يتوفر في كل بيت، ويحرص عليه كل الناس ،وفيه يقضون مافاض لديهم من الأوقات.
ثم جاء إرسال التلفزيون إلى القرية قبل وصول الكهرباء، وكان يشتغل بواسطة البطاريات ، تعبأ لدى كهربائي السيارات، وكان له ضبط هوائي معين، على أسطح المنازل، ويتغير تبعاً لظروف الطقس؛ من عواصف وأمطارٍ.
وكانت في التلفاز قناتنا الوحيدة، برامجها متواضعة بسيطة قليلة، ولا تتجاوز في إرسالها الحادية عشرة مساء، وأما اليوم فقد ظهرت في بيوتنا مئات القنوات ، تبثها أغلب المجتمعات،وتشاهد فيه أنواع من الثقافات، وأهوال من المضيعات.
ظهرت الآن أجهزة التلفاز بأسعار زهيدة، وأمكن اليوم متابعة القنوات عبر شاشات البلازما ، وأجهزة الجوالات، وأصبح المسكن الواحد يحتوي على أكثر من جهازٍ ، وكل يبحث فيه عن مشربه، ووجهته، واتجاهه.
تلقينا عبر المخالطة والسماع؛ أن التلفاز رجس من عمل الشيطان، حيث يعرض فيه منكرات ومفسدات، وبعضهم قال:عفا الله عنا؛ ففيه شيء من الفائدة والتسلية ، وما كان فيه حرام تركناه، وأعرضنا عن متابعته.
أمر المشاهدة في أيدينا، فمن عمل صالحاً فلنفسه ، ومن أساء فعليها، وماربك بظلام للعبيد.