كانت أيام الاختبارات قبل أربعة عقود من الزمان ؛ من أجمل الأيام الدراسية،وأحلاها وأسعدها، بالرغم مما فيها من سهر وتوتر، ومعاناة وترقب.
كان يمنح للطلاب قبلها إجازة لمذاكرة الدروس، وكان أغلب الطلاب يحرصون فيها على الحفظ مع الفهم، والمراجعة مع الاستيعاب، بالرغم من مشاركة أهاليهم في توفير المتطلبات الزراعية والحيوانية؛ التي يمارسون نشاطها.
وقبل الاختبارات؛ تقوم جميع المدارس بتنظيم حفلات مسرحية ، ومعارض فنية ، يتولى إعدادها وإخراجها الطلاب، ويحضرها أولياء الأمور، في يوم مشهود بهيج ، لا تمحو تفاصيله الأيام.
كنّا في فترة الاختبارات ؛نسهر في الليل للمذاكرة على أضواء الفوانيس القديمة، كالاتريك والعدنيّه، ونحرص في أيامها على الاستيقاظ قبل الفجر ؛ لمراجعة المادة التي سنؤدي بها الاختبار.
وكان جميع الطلاب في المملكة يخضعون لاختبارات موحدة للمراحل النهائية، ولهم جدول موحد ،وأسئلة موحدة، ويعلن في إذاعة البلاد أسماء الناجحين في المراحل النهائية ، وتقوم الصحف بنشر الأسماء بعد إذاعتها في المذياع .
وفي الاختبارات؛ كنا نحرص على تجهيز قلم الباركر، وتعبئته بالحبر الأزرق ، وهو قلم مشهور بجمال ريشته، وبسلاسته في الكتابة، إضافة إلى قلم الرصاص، والمسطرة الخشبية، وأدوات الهندسة.
طلاب المدارس السابقين؛ مازال أغلبهم (كما نشاهد ونسمع) ؛ يحتفظون بالمعلومات، ويحرصون على القراءة والاطلاع، ويجيدون كتابة الخطابات والمعاريض ، ويتقنون فن الحوار والنقاش، إذ كانوا يستذكرون الدروس، وليس بينهم شاغل يشغلهم، وكان للمعلمين هيبة عظيمة في نفوسهم، ولأجل ذلك تعلموا منهم، واستفادوا من توجيهاتهم ،وأما جيل اليوم فهم كما ترون .
نسأل الله للجميع ؛الصلاح والهداية ، والفوز والفلاح.