ورود و لآلئ
ذات يوم التقت وردة . رائعة الجمال , شذية الرائحة جذابة الألوان , بلؤلؤة لايبدو عليها شيء من هذه الصفات . فهي تعيش في قاع البحار وتقبع بين أحشاء المحار . تعرفا على بعضهما ...
ثم قالت الوردة :
عائلتي كبيرة جدا فمنا الورود ومنا الأزهار . ومن الصنفين أنواع كثيرة لا أكاد أحصيها , يتميزون بألوان كثيرة وجميلة , ولكل واحد منهم رائحة تميزه .
وفجأة علت وجه الوردة مسحة حزن , فسألتها اللؤلؤة ليس فيما تقولين مايدعو للحزن فلماذا أنت كذلك ؟!
أجابت الوردة قد يخطر على بالك أننا معشر الورود سعداء بما حبانا الله به من ألوان وروائح . وإن بني البشر يعاملوننا باستهتار , فهم يزرعوننا لا حباً لنا و ولكن ليتمتعوا بنا منظراً جميلاً ورائحة شذية ثم يلقوننا على قارعة الطريق و أوفي سلة المهملات بعد أن يأخذوا أعز ما نملك : النضارة والعطر
تنهدت الوردة ثم قالت للؤلؤة : حدثيني عن حياتك كيف تعيشين ؟
وماشعورك وأنت مدفونة في قاع البحار ؟
أجابت اللؤلؤة : رغم أني ليس لي حظك في الألوان الجميلة والروائح العبقة , إلا أنني غالية جداً في نظر البشر . فهم يفعلون المستحيل ليحصلوا علي يشدون الرحال , ويخوضون البحار ويغوصون في الأعماق بحثاً عني . قد تندهشين عندما أخبرك أنني كلما ابتعدت عن أعين البشر و أزدت جمالاً ولمعاناً .
وارتفع تقديرهم لي أعيش في صدفة سميكة , واقبع في ظلمات البحار إلا أنني سعيدة . بل سعيدة جداً لأنني بعيدة عن الأيدي العابثة , وثمني غال جداً لدى البشر .
( بقي أن تعرفي أن الوردة هي المرأة المتبرجة ,
واللؤلؤة هي المرأة المتحجبة )
__________________