بسم الله الرحمن الرحيم
لما نخشى التسامح ؟!
تتوارى في دواخلنا ومضات نقية من التسامح خجلاً ، وأحياناً إنكساراً ، وفي الغالب خوفاً منا !
التسامح كائن حي ، نغذيه بألذ ما فينا ، لحاجات في نفوسنا ، وإذا أردنا أن نبرر ذلك ، قلنا : إن ديننا دين التسامح والألفة والتواد والرحمة ، وفي واقعنا نحن نكذب على نفوسنا وعلى بعضنا البعض!
ولأن التسامح يعني الكثير عند من اكتوى بنظرات العنصرية ، والتقزيم ، والتصنيف ، والسحل في شوارع يومياتنا الغبية ، فإن أقل ردة فعل أن يلاحق التسامح تقريعاً وتحذيراً من التواجد بين المشاعر الغاضبة !
ولأن التسامح من بين صفات الأنبياء والرسل والمتمردين على الكراهية والعنف بجميع أشكاله ، تحلوا به في همة عالية ، وصـــبر عظيم ، ونفس أبية ، وخلق رفيع ، ليكونوا للبشر قدوة في نشر مكارم الأخلاق !
فكم هو مؤلم أن تكتشف أنك تلاحق التسامح كما يفعل غيرك ، وأنك لم تعد تكترث بكل تلك الانتهاكات الأخلاقية ، وأن المدعو تسامح يمكن أن يكون وظيفة كأي مهنة ننال عليها أجراً دنيوياً ، والكارثة أن يكون مادة إعلامية تستدعى لحظة اشتعال الفلاشات ، أو بضاعة مؤلف بعد كساد تجارته !
اللهم لطفك ، اللهم لطفك ، اللهم لطفك بنا .
21/7/1430هـ