بسم الله الرحمن الرحيم
اولياء الأمور وعوامل التأثير
حول دور اولياء الامور يقول الشيخ عبدالرضا: (من الضروري دعوة أولياء الامور الي الاهتمام بأبنائهم في مرحلة المراهقة وتعزيز السلوكيات الايجابية، وحثهم علي استغلال فراغ الابناء، وتعزيز العناصر الايجابية في سلوكيات الشباب، والدعوة الي تنظيم رحلات سياحية بمرافقة الأسرة، وتفعيل اشراك الشباب في البرامج الرياضية والثقافية والدينية الهادفة الي ترسيخ الوازع الديني، ليكون عاملا مساعدا في تنمية ابعادهم الروحية الي جوار التنمية الجسدية خلال الاجازة الصيفية، والاستفادة من المعاهد التعليمية والمساجد والحسينيات لتكون مراكز للهداية والتوجيه، ودعوة الشباب الي الاستفادة من فترة الصيف، بالاضافة الي دعوة المؤسسات والشركات الي احتضان الشباب وتدريبهم خلال الصيف.بين الطبع والتطبع
بين ضفتي الطبع والتطبع يتحدث فضيلة الشيخ قائلا: (ان مقولة ان الطبع يغلب التطبع غير صحيحة، ولابد من تغييرها والقرآن الكريم يصرح المعني بقوله: ان الله لا يغير ما بقوم حتي يغيروا ما بأنفسهم) ونستشف من ذلك أن مفاتيح تغيير الطبع يمتلكها كل شخص ولكنها تحتاج الي اعادة تصنيع المفتاح بحيث يتناسب مع القفل الجديد الذي وضعه المراهق لذاته).
المراهقة والجمال
نلاحظ التصاق الشباب بمفهوم البحث عن الجمال والظهور في أفضل صورة، وحول المراهقين والجمال يقول فضيلة الشيخ: (تشتد علاقة المراهقين من كلا الجنسين بالمرأة، ليتشاركوا هم الظهور بالشكل المميز امام اقرانهم، فالشاب يحاول لفت الانظار الي جسمه الرياضي او جاذبيته كما ويقوم باخفاء ما قد يظنه امراً سلبي يقلل من جاذبيته لينال اعجاب من حوله).
اما الفتاة - والكلام للشيخ عبدالرضا - قد تزيد من اهتمامها برشاقتها بحيث يصيبها قلق تغير جسمها، وبالتالي تشعر باهمية اظهار جمالها والمحافظة عليه، وما هذه الامور سوي صور تعكس اعتزاز المراهق ببلوغه، فهي شكل من ا شكال الرجولة والاعتزاز بالنفس عن الشباب، كما انه مصدر اعتزاز بالنضج والانوثة لدي الفتيات، ومن هنا لابد من مراعاة هذه الرغبات ومحاولة الاعتدال فيها وعدم التفريط، وفق حدود الدين والعادات والتقاليد.
الطفولة أساس المراهقة
حول هذا المحور يتحدث الشيخ عبدالرضا قائلا: کلابد من الاهتمام بالسنوات التأسيسة للطفل وهي مرحلة الطفولة المبكرة)، موضحاً انها تعتبر الاساس، كما وتأتي اهمية التواصل المباشر مع الابناء وتخصيص بعض الوقت لهم وعدم الاستهانة بأسئلة الطفل او الاستخفاف بها، فضلا عن اهمية ايجاد النموذج الذي يقتدي به الاطفال منذ الصغر.
اثبتت احدي الدراسات اهمية التواصل الوجداني بين الآباء والابناء حيث ان 80% من مشاكل المراهقين تكون نتيجة عدم التواصل.
من هنا تأتي اهمية اقتراب الام الي ابنتها اكثر ومحاولة مشاركتها بكل امور حياتها، كما ويتوجب علي الاب احتضان ابنه ومشاركته اهتمامه بعيدا عن المراقبة والتجسس وانما بالصداقة الجميلة، فللاسرة دور كبير في تربية الابناء تربية سليمة، ثم يأتي دور المدرسة في توجيه الطلاب الشباب، ومن المجتمع المحيط.
بين الاستقلالية والذاتية
هذه النقطة بالذات قد تكون مصدر الكثير من المشاكل الاسرية، فعادة ما يكون المراهق معتدا بذاته منفردا في رغباته وآرائه، ومن يحاول التدخل فيها او تغييرها يعتبره تعديا علي حقوقه وانتقاص من شأنه.
في هذا السياق يقول الشيخ عبدالرضا لترسيخ هذه الحقيقة ومعالجتها بالشكل الصحيح لابد من دعم الثقافة الاسرية والاطلاع علي مختلف مصادر علوم الاجتماع وعلم النفس، اضافة الي نشر التوعية عن سبل التربية الصحيحة منذ لحظة ولادة الطفل، واقترح ان يتم توزيع بعض الكتب علي الامهات حديثات الولادة، فضلا عن توزيع بعض الكتب الارشادية عند دخول الطفل للمدرسة، لنصل بعد ذلك الي توعية المجتمع ككل عن طريق اقامة الندوات الاسرية المتخصصة بشكل اكثر تركيزاً وعمقاً، فضلا عن توفير الاجواء المناسبة لتقليص اوقات الفراغ التي قد تكون منبتا مناسبا للمشاكل، فضلا عن تشجيع المجتمع لتوظيف المراهقين في فترة الاجازات لاكسابهم الخبرة فضلا عن احتوائهم وابقائهم في مأمن.