بسم الله الرحمن الرحيم
ماذا يُريد هؤلاء ؟!
سؤال بحجم الكارثة التي وصل إليها حال بعض أفراد مجتمعنا السعودي المسلم مع أنفسهم ومجتمعهم وأولي الأمر منا ، فلا يمكن تبرير أفعالهم المتعدية لحدود الله سبحانه وتعالى في حفظ ضرورات الحياة الخمسة : حفظ الدين والنفس والنسل والمال والعقل ، والتي أتت الشرائع السماوية لحمايتها ، وفي ذلك نزلت الآيات الكريمة والأحاديث الشريفة ناهيك عن التطبيق التام لها من قبل الأنبياء صلوات الله تعالى وسلامه عليهم ومن سار على منهاجهم من العلماء والحكام منذ قيام المجتمع والحكم الإسلامي في المدينة المنورة إلى زماننا اليوم .
نعم ماذا يريد هؤلاء ؟!
بكل وضوح مايريدونه هو العودة بنا إلى تلك الحقبة الغابرة ــ لا أعادها الله عزّ وجل ــ إلى التقاتل ، والتناحر ، والتفاخر ، والقتل بدم بارد لترضى القبيلة ، ويصبح الأمن مرهوناً لقطاع الطرق ، والصعاليك ، والولاء للأقوى من زعماء الحرب والنهب والغارات بالليل والناس نيام !
فلا خطاب ديني يسند انتحاريتهم بتفخيخ أجسادهم لقتل من يخالف معتقدهم في الحكم والتشريع والفقه السياسي والاقتصادي وإدارة المجتمع المسلم .
ولا عدواً سواهم يحارب اجتماع أبناء الوطن تحت راية التوحيد الخالص للحق جل في علاه ، والسير في ركاب الإصلاح المتنوع للحاق بما فات من دروب التنمية للإنسان واستغلال الثروات فيما يعود بالنفع على شعبنا ، ويرفع من همة الأجيال القادمة .
ولا خارج على الإسلام يجاريهم في تبرير سلوكهم المشين لهم بزعم نصرة المسلمين وإخراج الكفّار من جزيرة العرب ، حتى التسمية انتخبوها لترضي أفكارهم المريضة ، وطرحهم اللائق بمناهج المارقين على الدين والأعراف ومكارم الأخلاق .
إنهم يريدون أن تزداد المسافة اتساعاً بين الحاكم والمحكوم ، وأن تصعب الحياة على المواطن العادي ، وتظل الأنظمة والقوانين المستقاة من الشريعة حبراً على ورق ، وأن تتوقف الأفكار النافعة لإنسان بلادنا بإشغال ولاة الأمر والناس من خلال إشاعة الإرهاب المضاد ، بتقييد الحريات ، والتشكيك في الرموز السياسية ، والاقتصادية والفكرية ، وجعل الوطن بأهله وخيراته مكبلاً بأطماع الخوارج في الداخل ، والمارقين فــــي الخارج ، والمتربصين بنا شراً من مصدري الثورات ، والانقسامات ، وتوزيع الثروات !
قطعاً هناك أسباب ، وهناك حلول ، ولا أخال المعنيين بالأمر إلا يتدارسون أسباب انجراف بعض شبابنا الجاهل والمتعلم ـ للأسف الشديد ــ على حدٍ سواء لسلوك دروب التفجير والانتحار والقتل للحياة ، فنحن لم نصل إلى مانتمناه من الحقوق والواجبات ، وبالمقابل العدل والمساواة من حيث لا تزر وازرة وزر أخرى .
ومع ذلك كله ، ســتظل قافلتك ياوطني تبحر بنا رغم الرياح والأعاصير ، فقدرك أن تصنع التاريخ ، مابقيت راية التوحيد خفاقة عبادة وحياة ، اللهم آمين .
22/9/1430هـ