بسم الله الحمن الحيم
ما أجمل أن يكون لك صديق خالص الصداقة فالطريق لا يطول أبدا متى ما وجد الإنسان الصحبة الطيبة ، والصداقة الدافئة ،
إنني دوما أفتش عن صديق حقيقي حينما أمنحه زهره الحب، والود لا تتحول في يده هذه الزهرة ، مع مرور الزمن إلى خنجر يطعنني به في لحظه ضعفي ، وحزني ، وانكساري
فكلما فقدت صديقا غاليا أتألم كثيرا كثيرا وأحزن بشده فلا يمتلك الإنسان صديقا كل يوم ،فالصداقة حدث نادر لا يجوز أبدا نسيانه . وكلما عثرت على صديق طيب ودود ، شعرت بالفرح الطفو لي العميق ، وأحسست لحظتها أن الحياة منحتني عمرا إضافيا
يقولون أنه لا يوجد صداقة في الطبقات العليا إلا ما ندر قد يوحد بينهم درب واحد وطريق طويل لكنها تبقى في إطار من الزيف والتجميل أما الطبقات المتوسطة فهي تتميز بصداقات راقية يحكمها منطق أكثر من قلب أما إذا أردنا أن نصل إلى الصداقة والحب فهي لا توجد الى لدى الطبقات الشعبية والمسحوقة ، هذه الطبقات التي تكسرت أمالها على صخور هذه الحياة العاتية، هذه الطبقات التي توحدها الأحلام هذه الطبقات التي تعيش على المحبة والبساطة ، بينها نجد صديق وفي وقلب حنون
لقد عرفت منهم الكثير وكنت اعرف أنهم أصدقاء أوفياء يأتون لراحة النفس فقط ولا يطلبون إلا القليل القليل يطلبون شيئا واحدا حبا وعاطفة بعيدة عن الشفقة والاستخفاف .
وتبقى الصداقة هي أحلى وأعذب العلاقات الإنسانية الصداقة ضرورة لا أحد يستطيع أن يستغني عنها أبدا ، لأن لها طابع خاص ، ونكهة مختلفة ، تضفي على النفس السرور ، وتمنح الذات عالما آخر من التلقائية ، والعفوية ، والمودة الصافية ، والصحبة الخالصة .
إن الصداقة تحتاج إلى مهارة نادرة في الحفاظ عليها وصيانتها ، وليست البراعة في صنع هذه الصداقة بل في المحافظة عليها، والعمل على بقائها واستمرارها ، إنها كالمال سهل أن تكسبه ، صعب أن تحافظ عليه ، إن الصداقة هي طاقه تحسب بمقدار الصفح ، والتسامح ، والتضحية ، والمجاملة ،فالصداقة الحقيقية تقوم على الأخذ والعطاء بنفس القدر .
ورغم أن العثور على الصديق الطيب ، الودود يحتاج إلى أن نبحث كثيرا حتى نجده ، ونعثر عليه ، ورغم أيضا أن الطريق الضيق لا يوجد به أصدقاء لأن الصديق المزيف كالظل يقترب عندما نمشي بالضوء ،ويغيب عندما يغطينا الظلام .
إلا أن الصداقة حقيقة وواقع ، ملموس ،نحتاج فقط إلى أن نفهم الحكمة اللاتينية التي تقول : من كان صديق نفسه أصبح الجميع أصدقاءه بمعنى أن المرء إذا كان يريد أن يكون له أصدقاء يحبونه ، ويحرصون عليه ، يجب أن يبدأ من نفسه، فيزرع فيها حب الخير، والمبادئ النبيلة ، وأن يحاول الابتعاد عن سؤ الظن ، وتصيد الأخطاء، والهفوات ، فالمجاملة تكسب الأصدقاء ، كما أنه من الذكاء مدح الصديق علنا ، ومعاتبته سرا والوحدة هي دائما عقاب الحياة لمن لم يحسن صحبة الآخرين، ولم يرع لهم حقا وكان شديد الوطأة عليهم وفي علاقته بهم .
يعطيكم العافيه..