حذر استشاري جراحة الدماغ والأعصاب في السلمانية الدكتور طه الدرازي من تلك الآلام الشديدة التي تصيب منطقة خلف الرأس بشكل مفاجئ ومستعص ولا تهدأ بتناول المسكنات، مشيرا إلى أن ذلك قد يعتبر مؤشرا خطيرا لوجود نزيف داخلي ناتج عن انفجار أحد الشرايين في الدماغ وقد يؤدي الى الوفاة في حالة تأخر العلاج. وقال الدرازي إن إحصائيات وزارة الصحة تشير إلى أن مجمع السلمانية يستقبل 5 حالات شهرية مصابة بذلك وان جميعها تتعافى ويتم إنقاذها قبل الوفاة على اعتبار أن الأطباء في السلمانية باستطاعتهم تشخيص الحالات سريريا ومن ثم مباشرة العلاج على وجه السرعة.
وأضاف أن المؤشرات العالمية تشير إلى أن 50% من المصابين بذلك يموتون في المنزل وقبل الوصول إلى المستشفى في حال التأخير. وأشار الدرازي إلى أن للصداع أنواعا عدة أخطرها ذاك النوع الناتج عن نزيف المخ والذي لا يمكن تشخيصه بسهولة لا من قبل الطبيب ولا حتى المريض بالعين المجردة كون الصداع المتعارف عليه يكون ناتجا عن شد عضلي غير أن الصداع ذا المؤشر الخطير هو ذلك النوع الذي يكون متركز في المنطقة الخلفية للرأس ويحدث للمرة الأولى ويكون ذا حدة لا تحتمل ومصحوبا بآلام في الرقبة علاوة على عدم تأثير المسكنات الدوائية عليه.
وأضاف الدرازي أن المؤشرات حول هذا النوع من الصداع في المملكة تشير إلى ارتفاع نسبة الإصابة به مؤخرا، منوها إلى أن الصحة كانت قبل عشرين عاما تسجل حالة واحدة كل عام غير أن الخمس السنوات الماضية بات مجمع السلمانية يسجل حالة كل شهر الأمر الذي يعتبر مؤشرا خطيرا يحتاج إلى توعية للفرد وللأطباء على حد سواء على اعتبار أن التشخيص يقي المريض مضاعفات خطيرة قد تؤدي الى الوفاة. وذكر أن الإصابة لا تقتصر على سن أو جنس معين فكل إنسان معرض للإصابة بهذا النوع من الصداع في أي وقت، منوها إلى أن الصداع يكون بسبب انفجار كيس دموي صغير موجود بشريان الدماغ منذ الولادة لعدة أسباب منها التوتر وارتفاع ضغط الدم.
وتطرق الدكتور الدرازي إلى معدلات الإصابة بالصداع النصفي وبحسب الإحصائيات العالمية وقال إنه يصيب 15% من النساء و 5% من الرجال، مؤكدا أن نسبة الإصابة بالمرض بين البحرينيين تعادل النسبة العالمية وقال إن للصداع أشكالا وأنواعا كثيرة فقد يكون الصداع متقطعا أو مستمرا وقد يصاب الإنسان بالصداع شهريا ولمدة تدوم عدة ساعات، أو قد يصاب به أسبوعيا أو يوميا. وتختلف شدة نوبة الصداع بين ألم خفيف وألم معتدل إلى إحساس بألم شديد، مشيرا إلى ان الصداع النصفي الناتج عن الشد العضلي يصيب 20% من الناس وهي نسبة عالمية وبحرينية، مشيرا إلى أن المرضى الذين يعانون الشقيقة الصداع النصفي هم الأكثر ترددا على المراكز الصحية والسلمانية بصورة متواصلة.
وأفاد الدرازي بأن الصداع لا يدل على مرض داخل الدماغ ولكنه يعتبر مؤشرا خطيرا في حال إصابة الشخص بآلام شديدة في خلفية الرأس بشكل مفاجئ وبشكل مستعص ومصحوبة بتقيؤ ولا تهدأ بتناول المسكنات، مشيرا إلى أن ذلك قد يعتبر مؤشرا يدل على وجود نزيف في الدماغ قد يؤدي الى الوفاة في حالة عدم تلقي العلاج. وأضاف أن هناك نوعين للصداع الأول عبارة عن صداع عضوي وهو صداع يحدث بسبب مرض أو إصابة عضوية ونسبة حدوثه تقل عن 10% من مجموع حالات الصداع، منوها إلى أن الصداع العضوي قد ينشأ عن أسباب عدة تتراوح بين ضربة خفيفة على الرأس أو حمى، أو مرض جسيم كالأورام. وأفاد بأن النوع الثاني يتمثل في الصداع غير العضوي وهو الصداع الذي لا يحدث بسبب مرض أو إصابة وتتجاوز نسبة حدوثه 90% من حالات الصداع. وينشأ الصداع غير العضوي بسبب تغيرات فسيولوجية أو عن تغيرات وظيفية في مناطق معينة من الرأس كالأوعية الدموية والعضلات.
دمتم في رعاية الله وحفظه