إن السبب الحقيقي في الخلافات الكبيرة والتي تحدث بين الزوجين قد تكون خلافات بسطة ثم تتحول إلى خلافات حادة وربما تتحول إلى حياة لا تطاق وربما تنتهي في نهاية الأمر إلى الطلاق بسبب تدخل الأهل في شؤون الزوجين وللأسف هذه الظاهرة متفشية في مجتمعاتنا.
ويعد تدخل الأهل في الحياة الزوجية خلال السنوات الخمس الأولى من الزواج من الأسباب الرئيسية المؤدية إلى الطلاق وبناء على الدراسات الاجتماعية التي أجريت أكدت على ان 95% من قضايا الطلاق تكون بسبب التدخل اللامحدود من قبل الأسرة، ويكثر التدخل من قبل أم الزوجة ظناً منها ان خبرة ابنتها قليلة في التعامل مع الزوج، وهي تريد من باب الحرص غير المبرر ان يكون بيت ابنتها مملكة سعيدة وعلى ان يكون لابنتها شخصيتها القوية داخل بيتها ولا تنعدم قراراتها في مملكتها.
وفي الحقيقة ان هذه التدخلات تكون في البداية بنوايا خيرة لكنها سرعان ما تنعكس سلباً عليهما وتؤدي إلى خلق الحساسية بين الزوج وزوجته وبين أهل الزوجين فلابد من الموازنة في العلاقة الزوجية والعلاقة مع الأهل وعدم اشراكهم في جميع المشاكل سواء كانت بسيطة أو كبيرة ومن هنا يأتي تصحيح مفهوم آية قرآنية كريمة في سورة النساء قد يستدل الأهل بأن لهم الحق المشروع في التدخل بحياة أبنائهم قال تعالى (وإن خفتم شقاق بينهما فابعثوا حكماً من أهله وحكماً من أهلها ان يريدا اصلاحاً يوفق الله بينهما إن الله كان عليماً خبيراً).
ومن هنا يتبين من الآية أنه ليس للأهل التدخل المفرط في الحياة الزوجية لأبنائهما بشكل دائم إلاّ بعد ان يكون الأمر قد وصل إلى طريق مسدود ومبهم وحياة لا حلول لها، لا ان يتدخل الأهل في حياة الزوجين المتفاهمين فيقلبانها جحيماً بأفكار قد تكون ليس لها من الصحة استناداً بأنهم عاشوا هذه الحياة الزوجية وأنهم أكثر تفهما بهذه الحياة بدلاً من ان يكون تدخلا بناء له هدف المحافظة على حياة زوجية سعيدة لأبنائهم.
[size="6"][color="black"]كما ان الانقياد التام لضغوط الأسرة أسرع طريق لفقدان الحياة الزوجية وفي هذا الجانب يقول أحد علماء الاجتماع: ان تدخل الآخرين في الحياة الزوجية غالباً ما يؤدي إلى نتائج سلبية تنعكس على الزوجين ولاسيما تدخل كلا الطرفين من أهل الزوجين بصورة تعطي حقاً للوالدين في التدخل مثلاً بشؤون الأبناء الذكور والاناث ويكون هذا التدخل بدءاً من اختيار الزوج أو الزوجة لأولادهم وحتى في حال كان الاختيار ذاتياً يطلب من الخاطب رضى الأبوين وموافقتهما وهذا ما يؤكد التدخل الكبير من قبل الأهل بحياة أبنائهم الزوجية، وبالتالي يجب ان نحافظ على حياة الأسرة ونحميها من أي تدخلات أو عوائق تؤدي إلى الاخلال بتوازنها.[/color][/size