بسم الله الرحمن الرحيم
الأمطار رحمة من الله تعالى لعباده ، وهل تصلح الحياة بغير ماء؟ ..
عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ]
ويعلم الجميع إذا تأخر نزول المطر كيف يهرع الناس إلى المولى عز وجل طالبين منه الغوث للبلاد والعباد...
السيول - وإن تأخر نزول المطر- لها مجاريها الخاصة عبر الشعاب والأودية من أوائل الأزمان، وهذه المصارف والمجاري غير مأمونة الجانب بالنسبة للإنسان إذا عرض نفسه لأماكن جريانها ، ولذلك الناس قديماً وحديثا ً يبتعدون بقدر الإمكان عن البناء في بطون الأودية أو بالقرب منها – إلا من يجهل ذلك - خوفاً من السيول التي تجرف مايقابلها من شجر وحجر وبناء وغير ذلك..
عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ]
يقول العشماوي :
السَّيْلُ مهما غابَ يعرف دربَه ** إنْ عادَ يمَّم دربَه واختارا
وكلنا يعلم السيول التي اجتاحت جدة مؤخراً وسببت الكثير من المآسي في الأموال والأرواح
وربما لو استمرت لساعات أخرى لكان المصاب أشد وأنكى...
عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ]
السيول وما تسببه من أضرار أمر معروف على مر الأزمان وقد سمعنا عن سيول الليث من فترة ليست بالطويلة كما سمعت قديماً عن سيل وادي حلي (بالقرب من القنفذة) الذي سبب أضراراً ووفيات في تلك المناطق ، ويبدو أن المناطق الساحلية أكثر عرضة من غيرها لخطر السيول وخاصة إذا هطلت الأمطار بكميات كبيرة أو كان السيل قادماً من أماكن أخرى (سيل منقول) وتشتد الخطورة فيما لو حصل تدخل بشري من بناء ونحوه في مجاري السيول بدون موانع قوية تخفف على الأقل الضرر الناتج من تدفق المياه بكميات هائلة..
سيل وادي حَلي مشهور قديماً استمر أيام وليال وتسبب في وفيات وأحزان لأهل تلك المنطقة
ويصور أحدهم تلك المأساة في أبيات عدة سمعت جزء منها
ومن ثنايا تلك الأبيات يتبين حجم الفاجعة في ذلك الوقت
فقد استمرت الأجواء ملبدة بالغيوم والأمطار لاتنقطع لدرجة أن قائل القصيدة استمر محبوس بمنزله لمدة ليست بالقصيرة ، يقول:
ثلاثه اوعاد وانحن في مطر ديمه وسيل
محبوس في بيتنا يامن نشد عني وسيل
(ثلاثة أوعاد أي 3 أسابيع)
(سيل في الشطر الثاني أي سأل)
ويتحدث عن المأساة فيقول:
ياسيل وادي حلي كم من قلوب احزنتها
فرقّت بين الولد وابوه واخوان (ن) عزاز
يتضح من خلال البيت حجم الألم الذي يعتصر قلبه فقد ذهب الكثير من الضحايا في ذلك السيل وقد فرق بين الولد وأبيه والأخ وأخيه وتحولت البيوت إلى أحزان...
ثم يذكر في شطر من بيت آخر أن الموتى / ... راحوا ورا بحر الظلام.......
أي أن السيل ذهب بالموتى بعيداً عن الأنظار وأنهم قد فارقوا الحياة بالتأكيد ولن يلتقي بهم مرة أخرى على وجه هذه الأرض فقد ذهب بهم السيل إلى البحار العظيمة المظلمة...
وأخيراً يتجه إلى الله بالدعاء بأن يغفر للموتى وأن يعصم الأحياء بالصبر فيقول:
يا الله تغفر لهم وانحن تقوّي صبرنا...
أسأل المولى الرحيم أن يرحمنا فيما تجري به المقادير وأن يختم لنا ولكم بالصالحات
والله المستعان..