الشاعر هاشم الرفاعي
هو السيد بن جامع بن هاشم بن مصطفى الرفاعي، ينتهي نسبه إلى الإمام أبي العباس أحمد الرفاعي الكبير
ألقى الشاعر هذه القصيدة في فبراير 1959 في ندوة بجمعية الشبان المسلمين لمناقشة انحراف الشباب ، يسطر فيها أمجاد أمة الإسلام ، ومفاخر الأفذاذ الأوائل ، ويدعو الشباب للعودة إلى تاريخ السابقين ؛ من أجل إعادة بناء المجتمع المسلم القوي المتحضر
القصيدة
ملكنا هذه الدنيا قرونا *** وأخضعها جدود خالدونا
وسطرنا صحائف من ضياء *** فما نسي الزمان ولا نسينا
حملناها سيوفًا لامعات *** غداة الروع تأبى أن تلينا
إذا خرجت من الأغماد يومًا *** رأيت الهول والفتح المبينا
وكنا حين يرمينا أناس *** تؤدبهم أباة قادرينا
تفيض قلوبنا بالهدى بأسًا *** فما نغضي عن الظلم الجفونا
وما فتئ الزمان يدور حتى *** مضى بالمجد قوم آخرونا
وأصبح لا يرى في الركب قومي *** وقد عاشوا أئمته سنينا
وآلمني وألم كل حر *** سؤال الدهر أين المسلمونا؟
***
ترى هل يرجع الماضي؟ فإني *** أذوب لذلك الماضي حنينا
بنينًا حقبة في الأرض ملكًا *** بدعمه شباب طامحونا
شباب ذللوا سبل المعالي *** وما عرفوا سوى الإسلام دينًا
تعهدهم فأنبتهم نباتًا *** كريمًا طاب في الدنيا غصونًا
هم وردوا الحياض مباركات *** فسألت عندهم ماءًمعينًا
إذا شهدوا الوغى كانوا كماة *** يدكون المعاقل والحصونا
وإن جن َّالمساء فلا تراهم *** من الإشفاق إلا ساجدينا
شباب لم تحطمه الليالي *** ولم يسلم إلى الخصم العرينا
ولم تشهدهم الأقداح يومًا *** وقد ملأوا نواديهم مجونًا
وما عرفوا الأغاني مائعات *** ولكن العلا صيغت لحونًا
وقد دانوا بأعظمهم نضالاً *** وعلمًا، لا بأجرئهم عيونا!
فيتحدون أخلافًا عذابًا *** ويأتلفون مجتمعًا رزينا
فما عرف الخلاعة في بنات *** ولا عرف التخنث في بنينا
ولم يتشدقوا بقشور علم *** ولم يتقلدوا في الملحدينا
ولم يتبجحوا في كل أمر *** خطير كي يقال مثقفونا
***
كذلك أخرج الإسلام قومي *** شبابًا مخلصًا حرًا أمينا
وعلمه الكرامة كيف تبنى *** فيأبى أن يقاد أو يهونا
دعوني من أمانٍ كاذبات *** فلم أجد المنى إلا ظنونا
وهاتوا لي من الإيمان نورًا *** وقروا بين جنبي اليقينا
أمد يدي فأنتزع الرواسي *** وأبن المجد مؤتلقا مكينًا